تعريف القراءات القرآنية لغة واصطلاحا

هذه المقالة ستتناول:
  1. القراءات القرآنية لغة.
  2. القراءات القرآنية اصطلاحا.

تعريف القراءات القرآنية لغة واصطلاحا

أ- تعريف القراءات لغة

القراءات لغة جمع قراءة والقراءة مصدر لفعل قرأ يقرأ قراءة وقرآنا فهو قارئ وهم قرّاء أو قارئونمادة قـ ر أ اللسان والتاج

ومدار المادة القاف والراء والهمز -ق ر ء- على الجمع والاجتماع، ومثله قرى بالحرف المعتل بدل الهمز.

تعريف القراءات القرآنية


 قال ابن فارس (ت 395 هـ): "القاف والراء والحرف المعتل أصل صحيح يدل على جمع واجتماع، ومن ذلك القرية، سميت قرية، لاجتماع الناس فيه. ويقولون: قريت الماء في المقرات: جمعته (...) واذا همز هذا الباب [ أي: (قرى) يصبح (قرأ)] كان هو والأول سواء.


يقولون: ما قرأت هذه الناقة سلى بفتحتين على اللام، كأنه يراد أنها ما حملت قط. قال الشاعر:
هجان اللون لم تقرأجنينا
ذراعي عيطل أدماء بكر

قالوا: ومنه القرآن، كأنه سمي بذلك، لجمعه ما فيه من الأحكام والقصص وغير ذلك".
انظر المقاييس قرى

وقال الراغب (ت 502 هـ) "والقراءات ضم الكلمات والحروف بعضها الى بعض في الترتيل، وليس يقال ذلك لكل جمع.

لا يقال قرأت القوم: اذا جمعتهم، ويدل على ذلك أنه لا يقال للحرف الواحد اذا تفوه به قراءة (...).

قال بعض العلماء: تسمية هذا الكتاب قرآنا من بين كتب الله لكونه جامعا لثمرة كتبه، بل لجمعه ثمرة جميع العلوم، كما أشار تعالى إليه بقوله: ((وتفصيل كل شيء))  [يوسف:111]

وقوله تعالى:  ((تبيانا لكل شيء)) [النحل:89]

ب- تعريف القراءات اصطلاحا

القراءات في الاصطلاح: اختلفت عبارات العلماء في تعريف القراءات اصطلاحا، غير أنه يلاحظ أن كتب المتقدمين في هذا الباب لم تعن بوضع تعريف واضح للقراءات، "ولعل السبب في ذلك عائد الى شهرة القراءات، وانتشار تعليمها رواية ودراية بحيث لم يحوجهم ذلك لوضع تعريف لها... وهذا غير مقتصر على القراءات فحسب، بل في العلوم جميعها، وإنما كانت العناية بالحدود والتعريفات والتقسيمات عند المتأخرين".

القراءات القرآنية لفضل حسن عباس 79

ويعد أبو حيان الأندلسي (ت 745 هـ) من أوائل من أشار لـتعريف علم القراءات تضمن تعريفه لعلم التفسير إذ يقول في مقدمة تفسيره: "... التفسير: علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الافرادية والتركيبية، ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب، وتتمات لذلك .. وقولنا يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، هذا هو علم القراءات..".

البحر المحيط 121/1

ثم تتابع العلماء بعده فنصبوا له تعريفات توضح معالمه، وتبين أركانه وشروطه، وجميعها على اختلاف الفاظها قريبة من بعض، فبعضها أخص، وبعضها الآخر أعم وأشمل.

وأكثر التعاريف دقة وضبطا، وأشهرها تداولا بين أهل فن القراءات القرآنية هو تعريف المحقق ابن الجزري (ت 833 هـ)  حيث يقول:

القراءات: علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها معزوا لناقله.  منجد المقرئين 49

ويتجلى في هذا التعريف حقيقة علم القراءات عند القراء مذ كان إلى الآن، اذ هو أحد العلوم القرآنية التي تعلم القارئ، وتلقنه كيفية النطق بألفاظ القرآن، والطريق الأمثل لأدائها كما نزلت ونقلت، سواء اتفق القراء على أداء معين، أم اختلفوا في بعض وجوه ادائها، مع ضرورة نسبة كل وجه من وجوه القرآن إلى ناقله، معزوا بالسند الصحيح الى النبي صلى الله عليه وسلم ، لتستبين حالها تواترا وشذوذا، وصحة وضعفا.


ويصوغ الامام القسطلاني (ت923هـ) تعريف فن القراءات، مفصلا فيه ما حرره ابن الجزري (ت833هـ) فيقول:

القراءات: علم يعرف منه اتفاق الناقلين لكتب الله، واختلافهم في اللغة والاعراب، والحذف والاثبات، والتحريك والاسكان، والفصل والاتصال، وغير ذلك من هيئة النطق والابدال من حيث السماع.

full-width


كما قد يثير انتياهك الانتقال للآتي:
تاريخ آخر تعديل: فبرايؤ 2, 2022 ~ 06:20 | GMT+1

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم