دروس شرح أنواع الجمل و إعرابها : مقدمة

دروس شرح أنواع الجمل و إعرابها : مقدمة


دروس شرح أنواع الجمل و إعرابها : مقدمة

يقول السيد بيروك بن عبد الله بن يعقوب السملالي على منظومة المجرادي:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.

الحمد لله الذي أوزعني ووفقني إلى اقتضاب كلام العلماء، والتعرض لشرحه، أشكره على ما أولى من النعم شكرا يوجب المزيد من فضله، والصلاة والسلام الأكملان على نبيه وعبده وعلى آله وأصحابه وأهل وده.


أما بعد: فإني أسأل الله تعالى أن يعينني على شرح القصيدة المعزوة للشيخ الأديب، البليغ، أبي عبد الله محمد بن عمران المعروف بالمجرادي في مدينة سلا -المغرب-.

قال ابن غازي: وهو ممن ظهرت نجابته، إلا أنه رحمه الله قد اخترمته المنية في صغره، وكان أمر الله قدرا مقدورا، وله شرح جليل على (الدرر اللوامع) وهو عجيب جدا مختصر من كلام الشيوخ.

ولهذا مهما رمزت بمادة [ع] فالمراد به فقيه العصر بجميع أدوات الحصر، العالم العلامة، المحصل الفهامة، مفيدنا، سيدي علي بن أحمد بن محمد الرسموكي ثم الجزولي نفع الله به.
وبمادة [ت] فالزياني شارحها أيضا.
وبمادة [س] فالسيد أحمد بن يحيى السوسي في شرح القواعد.
 وإن نقلت من الأزهري والمغني ذكرتهما.

قال المصنف رحمه الله:

حمدت إلهي ثم صليت أولا       على سيد الرسل الكرام ذوي العلا
بالإضافة للاستعطاف، بمعنى: معبودي، ومعنى حمدت: أثنيت ومدحت، وصدر به أداء لحق شيء مما وجب من شكر نعمائه تعالى التي منها تأليف هذه القصيدة، واقتداء بالقرآن، وامتثالا.
كما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كل أمر ذي بال -أي ذي حالة حسنة- لا يبتدأ فيه بالحمد فهو أبتر أو أجذم أو أقطع أو أبرص)) ومعنى ذلك: ناقص شرفه.

وهو على قسمين: 

حسي: كأن يمنعه مانع من تمام ما رامه كالموت.
ومعنوي: كأن يأتي به تاما ويقل النفع به.

فإن قلت: لم ساقه بصيغة الفعل مع أن صيغة الاسم مرجحة بثلاثة أوجه؟

قلت: لئلا يحمل ذلك بنفسه [ع] وصرح بإسناده إلى نفسه لأنه أنص من الجملة الاسمية، وإدخال النفس في ربقة العبودية، وأن يدل على أن الحمد من الفرائض العينية، والإله هو الواجب الوجود، المستحق للعبادة. ومعناه: هو الغني عن كل ما سواه، المفتقر إليه كل ما عاداه.
 ثم ثنى على النبي المختار صلى الله عليه وسلم وهي زيادة تكرمة وإنعام فقال:

حمدت إلهي ثم صليت أولا       على سيد الرسل الكرام ذوي العلا

و "ثم" هنا بمعنى الواو، كأنه يقول: و"صليت أولا" أي: ابتدأت بالحمد والصلاة قبل كل شيء، قاله [ت] مع احتمالات تركتها.
قلت: قوله: "أولا" متعلق بقوله: "حمدت" أي حمدت أولا قبل كل شيء إلهي "ثم صليت" فثم على بابها والله أعلم. 
وهل صلاة الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ثناؤه عليه، وعند الملائكة دعاء، أو هي من الله رحمة، ومن الملائكة رقة ودعاء بالرحمة، أو هي من الله تشريف وزيادة تكرمة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولغيره رحمة، أو هي من الله ومن الملائكة تبريك؟
فمعنى يصلون: يباركون.

 أقوال:


 قوله "أولا" أصله على الأصح أأول على أفعل، فقلبت الهمزة واوا، ثم أدغمت الواو في الواو لاجتماع المثلين.

هل يجوز إطلاق "سيد" على غير الله؟

ثم استعمل "سيد" في غير الله، بناء على قول من أجازه قائلا بجواز إطلاقه على الله تعالى وعلى غيره، وقيل: لا يطلق إلا على الله، ونسب للإمام مالك. وقيل: لا يطلق إلا عليه، ورد بقوله صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر))، وبقوله تعالى: ((وسيدا وحصورا)) وكذلك قوله جل في علاه: ((وألفيا سيدها لدى الباب))، وهو الذي ترفع إليه الحوائج في الدنيا والآخرة، ثم قال:

حمدت إلهي ثم صليت أولا       على سيد الرسل الكرام ذوي العلا

بتسكين السين عن ضم تخفيفا، وهو جمع رسول بمعنى مرسل، وهو: إنسان بعثه الله تعالى لعباده، يبلغهم أحكامه التكليفية.
هل النبي والرسول مترادفان؟
 فيه خلاف.
والسيد أصله "سيود" لأنه من السؤدد اجتمع فيه ياء وواو، فقلبت الواو ياء وأدغمت.
ومعناه الكامل المحتاج، واستعمله في غير الله للدلالة على جوازه.
ثم قال:
حمدت إلهي ثم صليت أولا      على سيد الرسل الكرام ذوي العلا

نعت للرسل، وهو بفتح الراء: العطاء والإحسان، جمع كريم، والكريم كل ما يرضى ويحمد في بابه. يقال وجه كريم، أي: مرضى في حسنه وجماله. وكتاب كريم، أي: مرضى في معانيه وفوائده. ومطر كريم، أي: مرضى فيما عنه من المنافع. اهـ.
ثم قال:
حمدت إلهي ثم صليت أولا      على سيد الرسل الكرام ذوي العلا

أي: أصحاب العلا، بضم العين، مقصور، الرفعة والمزية، وقيل بالفتح والمد، الرفعة والشرف و قصره ضرورة.


المتابعة في الجزء التالي:  


إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم