تعريف الحديث المعلق: المعلق لغة واصطلاحا | مثال المعلق | حكم المعلق

كتاب مفتوح

تعريف الحديث المعلق: المعلق لغة واصطلاحا | مثال المعلق | حكم الحديث المعلق



تعريف المعلق لغة واصطلاحا:

أ- تعريف المعلق لغة:

المعلق لغة: هو اسم مفعول من "التعليق"، وهو قطع الإتصال، ويقال : علق الشيء بالشيء، أي وضعه عليه.

ومنه قوله تعالى: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة} (النساء:129)، والمعلقة فيها، المرأة التي لا يعاشرها زوجها، ولا يطلقها.

ب- تعريف المعلق اصطلاحا:

الحديث المعلق اصطلاحا: هو ما حذف من أول إسناده راو واحد أو أكثر، على سبيل التوالي ولو إلى آخر السند، وسمي هذا النوع من الحديث (معلقا) بسبب اتصاله بالجهة العليا فقط، وانقطاعه عن الجهة الدنيا، فصار كالشيء المقطوع عن الأرض، والموصول من الأعلى بالسقف أو نحوه.


مثال الحديث المعلق:

من أمثلة الحديث المعلق:
- قول البخاري: "قال مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا".
- أو قوله: "قال الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا".
- أو قوله: "قال مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا".
- أو قوله: "قال ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا".
- أو قوله: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا".
- أو قول الفقيه: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا".
كل ذلك وأمثاله يسمى معلقا؛ لأن بين قائله وبين من ذكر اسمه في بداية السند عدة رواة محذوفين.


حكم الحديث المعلق:

الحديث المعلق مردود غير مقبول؛ لأن سقوط الراوي من السند يستلزم عدم العلم بحاله من أنه ثقة أو ضعيف، فالاحتياط في باب الدّين يقتضي عدم قبول الحديث المردود وأمثاله، إلا أنه إذا روي من طريق آخر موصول، يرتقي بذلك إلى درجة الحديث الحسن لغيره، فيقبل حينئذ.


المعلقات في الصحيحين وحكمها:

المعلقات في الحديث موجودة في صحيح البخاري كثيرا، وهو قليل في صحيح مسلم.
وبما أن الشيخين اشترطا اتصال السند فيما أخرجاه في أصول صحيحيهما، فإن ما ذكراه من الأحاديث المعلقة قد لا تكون على شرط أي منهما، إذا لم يخرجاها موصولة في موضع آخر من الصحيح.


١ - معلقات الإمام مسلم:
المعلقات في صحيح الإمام مسلم قليلة جدا كما سبق مقارنة مع الإمام البخاري، لا يجاوز عددها أربعة عشر (14) حديثا معلقا، كما قال النووي، أو سبعة عشر (17) حديثا، كما قال السيوطي، وكلها رواها أيضا موصولة في صحيحه، باستثناء حديث واحد، وهو: ما أخرجه في كتاب الحيض، باب التيمم، بلفظ: [قال مسلم: وروى الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن عمير مولى ابن عباس أنه سمعه يقول: "أقبلت أنا وعبد الرحمن بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخلنا على أبي الجهم بن الحارث بن الصِّمَّت -بتشديد وكسر الصاد- وتشديد وفتح الميم- الأنصاري فقال أبو الجهم: "أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل، فلقيه رجل، فسلم عليه، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه حتى أقبل على الجدار فمسح وجهه ويديه، ثم رد عليه السلام"].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجهم: هكذا عند مسلم، وهو غلط، والصواب: (أبو الجهيم) كما عند البخاري في كتاب التيمم، باب التيمم في الحضر إذا لم يجد الماء وخاف فوت الصلاة، ح:4، وهو المشهور في كتاب الأسماء والكنى، وكذا ذكره مسلم في كتابه في أسماء الرجال، وأبو داود والنسائي وغيرهم. واسم (أبي الجهيم) عبد الله، وكذا سماه مسلم في كتاب الكنى، وكذا سماه أيضا غيره (انظر شرح النووي على مسلم : 2/85).

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم