الاستعارة:تقسيم الاستعارة التصريحية لدى السكاكي إلى استعارة تحقيقية، استعارة تخييلية واستعارة محتملة لهما

الاستعارة:تقسيم الاستعارة التصريحية لدى السكاكي إلى استعارة تحقيقية، استعارة تخييلية واستعارة محتملة لهما.

الاستعارة:تقسيم الاستعارة التصريحية لدى السكاكي إلى استعارة تحقيقية، استعارة تخييلية واستعارة محتملة لهما


تنقسم الاستعارة المصرحة لدى اللغوي السكاكي إلى ثلاثة أقسام:

1.    استعارة تحقيقية:

وهي ما كان المستعار له فيها محققا حسا أو عقلا بأن كان اللفظ منقولا إلى أمر معلوم وذلك الأمر يمكن الإشارة إليه إشارة حسية أو إشارة عقلية.
-      الإشارة الحسية: كقول زهير في معلقته يمدح حصين بن ضمضم:


أدى أشد شاكى السلاح مقذف ... له لبد أظافره لم تقلم

-      الإشارة العقلية: كقوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}، فقد استعير في الأول الأسد للرجل الشجاع وهو محقق حسا، والثاني الصراط لملة الإسلام وهي محققة عقلا.

2.    استعارة تخييلية:

وهي ما كان المستعار له فيها غير محقق لا حسا ولا عقلا بل هو صورة وهمية محضة لا يشوبها شيء من التحقيق، نحو قول الهذلي:
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع

فإنه لما شبه المنية بالسبع في الاغتيال أخذ الوهم يصور المنية بصورة السبع ويخترع لوازمه لها فاخترع لها مثل صورة الأظفار ثم أطلق على هذه الصورة لفظ الأظفار، فتكون الأظفار عنده تصريحية تخييلية لأن المستعار له الأظفار صورة وهمية شبيهة بصورة الأظفار الحقيقية وقرينتها إضافتها إلى المنية.
والتخييلية عند السكاكي قد تكون بدون استعارة بالكناية كقولك: أظفار المنية الشبيهة بالسبع قتلت فلانا، فقد صرح بالتشبيه فلا مكنية في المنية مع كون الاستعارة في الاستعارة تخييلية.

3.    استعارة محتملة للتحقيقية والتخييلية

كقول زهير:

صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله ... وعرى أفراس الصبا ورواحله

الصحو خلاف السكر استعارة للسلو استعارة تصريحية تبعية، وأقصر باطله أي أقلع عنه وامتنع والمراد انتهى ميله، والتعرية الإزالة يريد أنه ترك ما كان يرتكبه زمن الحب من الجهل والغي وأعرض عن معاودة ما كان منصرف إليه من اللهو فبطلت الآلات التي كان يستعملها.

فقد شبه الصبا بجهة من جهات المسير كالحج والتجارة قضى منها حاجاته فبطلت آلاته تشبيها مضمرا في النفس واستعارة الجهة الصبا وحذفها ورمز إليها بشيء من لوازمها وهي الأفراس والرواحل، فالجهة هي المكنية عند الجمهور وإثبات الأفراس والرواحل لها تخييلية والأفراس والرواحل مستعملان في حقيقتهما عندهم أيضا، أما عند السكاكي فيجوز أن تكون الأفراس والرواحل استعارة تحقيقية إن أريد بها دواعي النفس وشهواتها والقوى الحاصلة لها في استيفاء اللذات أو أريد بها أسباب اتباع الغي من المال والأعوان لتحقق معناها عقلا إن أريد منها الدواعي أو حسا إن أريد منها الأسباب وعلى هذا فالمراد بالصبا زمان الشباب، ويجوز أن تكون تخييلية إن جعلت الأفراس والرواحل مستعارة لأمر وهم يتخيل للصبا من الصبوة وهو الميل إلى الجهل والفتوة.

درس:

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم