القراءات القرآنية | أهمية القراءات القرآنية وفوائدها

أهمية القراءات القرآنية وفوائدها

القراءات القرآنية | أهمية القراءات القرآنية وفوائدها

أهمية القراءات القرآنية

الحديث عن أهمية القراءات القرآنية وفوائدها حديث من مسلمات قطعية؛ إذ القراءات أبعاض القرآن، وجميع الأوجه المتعددة المنقولة بالتواتر هي قرآن نزل من عند الله، وتعدد القراءات بمنزلة تعدد الآيات. ولا تكاد تجد علما من العلوم الشرعية أو العربية إلا والقراءات رافداً من روافده الثرة، بل أصلا من أصوله، « فالمفسر إذا اعتمد قراءة واحدة وأعرض عن غيرها، فكأنما ترك بعض ما أنزل، وأعرض عن تفسير القرآن بالقرآن الذي هو أول ما ينبغي أن يبدأ به، والفقيه إن أعرض عن مواضع الخلاف في بعض آيات الأحكام أخطأ السبيل، ولم يهتد لوجه الصواب فيها، والنحوي إن ابتعد عن أهم مصدر لقواعده وهو القرآن وقراءاته الثابتة فقد جانب الصواب وبني نحوه على أساس غير متين، والتالي للقرآن إن حرم تعلم بعض القراءات فقد حرم التعبد ببعض ما نزل من عند الله للتعبد . . وهكذا »



فوائد تعدد القراءات القرءانية وفوائدها وثمرتها

فيما يلي عرض لصفاوة ما ذكره أهل القراءات القرآنية من فوائد تعدد القراءات القرآنية وثمرتها:
  1. التيسير
  2. كمال البلاغة
  3. وضوح الدلالة
  4. سهولة الحفظ
  5. إعظام الأجر
  6. حفظ اللغة
  7. جمع الأمة على لسان واحد
  8. كثرة المعاني
  9. القراءات أصل للغة

1- التّيسير

التيسير والتخفيف عن هذه الأمة ورفع الحرج عنها من أجل الإقبال على هذا الكتاب، تلاوة ونديرا وعملا ، وهذه عين الحكمة من تعدد الأحرف السبعة كما سيق القول، وهو صريح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمر بأن يقرئ أمته القرآن على حرف واحد فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتي لا تطيق ذلك.
و يجلي ابن قتيبة ( ت : 276 هـ )  حقيقة هذا التيسير بقوله: « فكان من تيسيره أن أمره بأن يُقرئ كل قوم بلغتهم وما جرت عليه عادتهم ( . . . ) ولو أراد كل فريق من هؤلاء أن يزول عن لغته، وما جرى عليه اعتياده طفلا ويافعا وكهلا لاشتد ذلك عليه و عظمت المحنة فيه، ولا يمكن إلا بعد رياضة للنفس طويلة وتذليل اللسان وقطع للعادة، فاراد الله برحمته ولطفه أن يجعل لهم متسعا في اللغات، ومتصرفا في الحركات، كتيسيره عليهم في الدين » 

ويذهب الإمام الشاطبي في موافقاته إلى أبعد من هذا؛ إذ الأمر ليس مقصورا على مجرد تسهيل تلاوته فحسب، وإنما المقصد عظيم أيضا، يقول : ومنها [ أي القواعد ] : أنه إنما يصح في مسلك الإفهام والفهم ما يكون عاما لجميع العرب فلا يتكلف فيه فوق ما يقدرون عليه بحسب الألفاظ والمعاني، فإن الناس في الفهم وتأتي التكليف فيه ليسوا على وزان واحد ولا متقارب، إلا أنهم يتقاربون في الأمور الجمهورية وما والاها، وعلى ذلك جرت مصالحهم في الدنيا، ولم يكونوا بحيث يتعمقون في كلامهم ولا في أعمالهم ، إلا بمقدار ما لا يُخل بمقاصدهم، اللهم إلا أن يقصدوا أمرا خاصا لأناس خاصة، فذاك كالكنايات الغامضة، والرموز البعيدة، التي تخفي عن الجمهور، ولا تخفى عمن قصيد بها، وإلا كان خارجا عن حكم معهودها، فكذلك يلزم أن ينزل فهم الكتاب والسنة، بحيث تكون معانيه مشتركة لجميع العرب، ولذلك أنزل القرآن على سبعة أحرف، واشتركت فيه اللغات حتى كانت قبائل العرب تفهمه . . »اهـ

2- كمال البلاغة

في تعدد القراءات القرءانية « نهاية البلاغة، وكمال الإعجاز وغاية الاختصار، وجمال الإيجاز؛ إذ كل قراءة بمنزلة الآية؛ إذ كان تنوع اللفظ بكلمة تقوم مقام آيات ولو جعلت دلالة كل لفظ آية على حدتها لم يخف ما كان في ذلك من التطويل » .

3- وضوح الدلالة

وفي القراءات القرءانية أيضا « من عظيم البرهان وواضح الدلالة ؛ إذ هو مع كثرة هذا الاختلاف وتنوعه لم يتطرق إليه تضاد ولا تناقض ولا تخالف ، بل كله بصدق بعضه بعضا ، ويبين بعضه بعضاً ».

4- سهولة الحفظ

ومن مقاصد القراءات القرءانية العظيمة « سهولة حفظه وتيسير نقله على هذه الأمة؛ إذ هو على هذه الصفة من البلاغة والوجازة، فإنه من يحفظ كلمة ذات أوجه أسهل عليه و أقرب إلى فهمه وأدعي لقبوله من حفظه جملاً من الكلام تؤدي معاني تلك القراءات المختلفات ».

5- إعظام الأجر

وفي اختلاف الأحرف وكثرة القراءات القرءانية « إعظام أجور هذه الأمة من حيث إنهم يفرغون اجهدهم ليبلغوا قصدهم في تتبع معاني ذلك واستنباط الحكم والأحكام من دلالة كل لفظ او استخراج كمين أسراره وخفي إشاراته، و إنعامهم النظر وإمعانهم الكشف عن التوجيه والتعليل والترجيح، والتفصيل بقدر ما يبلغ غاية تعلمهم، ويصل إليه نهاية فهمهم فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنتي [ آل عمران : 195 ] والأجر على قدر المشقة ».

6- حفظ اللغة

حفظ القراءات الكثير من لغات العرب ولهجاتهم من الضياع والاندثار؛ لأنها استعملت أفصح ما عندهم، وبذلك خلدت لغتهم وذكرهم، وفي ذلك من المنة عليهم ما لا يخفى.

7- جمع الأمّة على لسان واحد

جمعت هذه القراءات الأمة المسلمة على لسان واحد يوحد بينها جميعا، وهو لسان قريش الذي نزل به القرآن كما قال سيدنا عثمان، والذي انتظم كثيرا من مختارات السنة القبائل العربية التي كانت تتردد على مكة في موسم الحج وعلى أسواق العرب المشهورة. ولعل في ذلك حكمة إلهية سامية؛ فإن وحدة اللسان العام من أهم العوامل في وحدة الأمة خصوصا أول عهدها بالتوثب والنهوض.

8- كثرة المعاني

تنوع القراءات يفيد أهل العلم أثناء تفسيرهم القرآن، إذ من شأن هذا التعدد والتنوع كثرة المعاني، وهذه المعاني في تفسير آيات القرآن الكريم من شأنها أن تفيد الفقيه في تفقهه النصوص القرآن الكريم واستنباط الأحكام الشرعية منها، وفي هذا يقول الشيخ القسطلاني: ( ت : 923 هـ ) « ولم تزل العلماء تستنبط من كل حرف يقرأ به قاري معني لا يوجد في قراءة الآخر، فالقراءات حجة الفقهاء في الاستنباط، ومحجتهم في الاهتداء إلى سواء الصراط » .

9- القراءات أصل للغة

 ثم هي أصل أصيل وركن ركين في علوم العربية نحوا وصرفا وبلاغة ومعاجم، بل إن علوم العربية لم تنهض إلا بالقرآن ومن أجل القرآن، ويجلي هذا الشيخ سعيد الأفغاني أثناء حديثه عن القرآن فيقول: « هو النص الصحيح المجمع على الاحتجاج به في اللغة والنحو والصرف وعلوم البلاغة وقراءاته جميعا الواصلة إلينا بالسند الصحيح حجة لا تضاهيها حجة.

حكم الاحتجاج بالقراءة الشاذة لغويا

 وقد جرى عرف العلماء على الاحتجاج برواياته ( يعني : القرآن ) سواء أكانت متواترة أم روايات آحاد أم شاذة ، والقراءات الشاذة التي منع القراء قراءتها في التلاوة يحتج بها في اللغة والنحو؛ إذ هي على كل حال أقوى سندا وأصبح نقلا من كل ما احتج به العلماء من الكلام العربي غير القرآن » اهـ ( 4 )


إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم