تقسيم الاستعارة باعتبار الجامع إلى داخل وخارج تقسيم الاستعارة باعتبار الجامع إلى عامية وخاصية

تقسيم الاستعارة باعتبار الجامع إلى داخل وخارج تقسيم الاستعارة باعتبار الجامع إلى عامية وخاصية

فوائد

تقسيم الاستعارة باعتبار الجامع إلى داخل وخارج


تنقسم الاستعارة باعتبار الجامع وهو الوجه الذي يقصد اشتراك الطرفين فيه إلى قسمين:
1.    ما يكون الجامع فيه داخلا في مفهوم الطرفين كاستعارة النثر لإسقاط المنهزمين وتفريقهم في قول أبي الطيب:

نثرتهم فوق الأحيدب نثرة ... كما نثرت فوق العروس الدراهم


إذ النشر أن تجمع أشياء في كف أو وعاء ثم يقع فعل تتفرق معه دفعة من غير ترتيب ولا نظام، وقد استعاره لما يتضمنه ذلك التفرق على الوجه المخصوص وهو بما اتفق من تساقط المنهزمين في الحرب دفعة بلا ترتيب ولا نظام، ونسبه إلى الممدوح لأنه سببه.

2.    ما لا يكون داخلا في مفهومهما كقولك: وردت بحرا يتهلل وجهه وأنت تريد إنسانا.
 وإذا فالجامع هو الجود غير داخل في مفهومهما.

تقسيم الاستعارة باعتبار الجامع إلى عامية وخاصية 


تنقسم الاستعارة باعتبار الجامع إلى قسمين:

1.    عامية مبتذلة لاكتها الألسن لظهور الجامه فيها كقولك: رأيت شمسا ووردت بحرا وأنت تعني إنسانا جميل المحيا وجوّادا كريما.

2.    خاصية غريبة وهي التي لا يظفر بها إلا من ارتفع عن طبقة العامة كقول طفيل الغنوي:

وجعلت كورى فوق ناجية ... يقتات شحم سنامها الرحل

انظر ترى عجبا، ألا تراه أنه قد استعار الإقتيات لإذهاب الرحل شحم السنام، وساعده التوفيق فيما عناه من قبل أن كان الشحم مما يصلح للقوت وأن الرحل أبدا ينتقص منه ويذيبه.

والغرابة على ضروب، منها:

أ‌-     أن تكون في الشبه نفسه كما في قول يزيد بن مسلمة بن عبد الملك يصف فرسا له بالأدب:

عودته فيما أزور حبائبي ... إهماله وكذاك كل مخاطر
وإذا احتبى قربوسه بعنانه ... علك الشكيم إلى انصراف الزائر

فقد شبه هيئة وقوع العنان في موقعه من قربوس السرج ممتدا إلى جانبي فم الفرس بهيئة وقوع الثوب في موقعه من ركبتي المحتبى ممتدا إلى جانبي ظهره ثم استعار الاحتباء وهو جمع الرجل ظهره وساقيه بثوب أو غيره لوقوع العنان في قربوس السرج فجاءت الاستعارة غريبة كما ترى لغرابة الشبه.

ب‌-  أن تحصل بتصرف الاستعارة العامية كقول ابن المعتز:

سألتْ عليه شعاب الحي حين دعا ... أنصاره بوجوه كالدنانير 

فهذا تشبيه معروف لكنه تصرف فيه بأن أسند الفعل إلى الشعاب دون وجوههم وعدى الفعل إلى ضمير الممدوح بعلى فأفاد اللطف والغرابة من حيث أبان أن الشعاب امتلأت من الرجال وغصت بها من كل ناحية وجانب.

ت‌-  أن تحصل بالجمع بين عدة استعارات لإلحاق الشكل بالشكل كقول امرئ القيس:

فقلت له لما تمطى بصلبه ... وأردف أعجازا وناء بكلكل


فقد أراد وصف الليل بالطول فاستعار له اسم الصلب وجعله متمطيا لما هو مشاهد من أن كل ذي صلب يزيد طوله شيئا ما عند التمطي، ثم ثنى واستعار الاعجاز لثقله وبطء سيره وبالغ في ذلك حتى جعل بعضها يردف بعضا، ثم ثلث فاستعار الكلكل لمعظم الليل ووسطه أخذا له من كلكل البعير وهو ما يعتمد عليه إذا برك، وزاده مبالغة بأن جعل ينوء ويثقل لما في الليل من التعب والنصب على كل قلب ساهر وبذا تم له ما أراد من تصوير الليل بصورة البعير عن أبلغ وجه وأدقه.


مراجعة درس 

قرينة الاستعارة - انقسام الاستعارة باعتبار الطرفين إلى عنادية ووفاقية



هل الاستعارة مجاز لغوي أم مجاز عقلي؟ - الفرق بين الاستعارة والكذب





الاستعارة ومنزلتها في البلاغة -1-


إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم