الاستعارة: الاستعارة التصريحية و الاستعارة المكنية

الاستعارة: الاستعارة التصريحية و الاستعارة المكنية

faouaid.com


تنقسم الاستعارة باعتبار ذكر المشبه به أو ذكر ما يخصه إلى قسمين:

1.    استعارة تصريحية أو استعارة مصرحة أو استعارة مصرح بها

تعريف الاستعارة التصريحية: 

الاستعارة التصريحية هي ما صرح فيه بلفظ المشبه به، كقول شوقي:

دقات قلب المرء قائلة له ... إن الحياة دقائق وثواني


شبهة الدلالة بالقول بجامع إيضاح المراد وإفهام الغرض في كل منهما واستعير اللفظ الدال على المشبه به للمشبه واشتق من القول بمعنى الدلالة قائل بمعنى دال على طريق الاستعارة التصريحية، والقرينة نسبة القول إلى الدقات، ونظيره قول الوأواء الدمشقي:

فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ... وردا وعضت على العناب بالبرد

سبه الدموع باللؤلؤ والعين بالنرجس والخدود بالورد والأنامل بالعناب والأسنان بالبرد، وقول الحريري:

فزحزحت شفقا غشى سنا قمر ... وساقطت لؤلؤا من خاتم عطر

فقد شبه الخمار بالشفق لحمرته والوجه بالقمر والكلام باللؤلؤ والفم بالخاتم.

2.    استعارة مكنية

تعريف الاستعارة المكنية:

الاستعارة المكنية هي ما حذف فيها المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه، نحو قوله سبحانه وتعالى:
{واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}، شبه الذل بطائر بجامع الخضوع واستعير الطائر للذل ثم حذف ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو الجناح على طريق الاستعارة بالكناية وإثبات الجناح للذل استعارة تخييلية وهي قرينة المكنية، ويجعل الطائر مستعارا للمخاطب -أي للولد في معاملة والديه- والأصل واخفض لهما جناحك ذلا. ونحو قوله تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}.
وقول الكميت:

خفضت لهم من جناحي مودة ... إلى كنف عطفاه أهل ومرحب

ونحو (ينقضون عهد الله) قال في الكشاف: ساغ استعمال النقض في إبطال العهد من حيث تسميتهم العهد بالحبل على سبيل الاستعارة لما فيه من إثبات الوصلة بين المتعاهدين، وهذا من أسرار البلاغة ولطائفها أن يسكتوا عن ذكر الشيء المستعار ثم يرمزوا إليه بذكر شيء من روادفه فينبهوا بتلك الرمزة على مكانه، ونحوه قولك شجاع يفترس أقرانه وعالم يغترف منه الناس فقد نبهت على الشجاع والعالم بأنهما أسد وبحر. اهـ

تنبيه
علمت أن إثبات اللازم كالجناح للذل أو للمخاطب بلين الجانب للوالدين والمأمور أن يذل لهما وإثبات النقض للعهد يسمى استعارة تخييلية وهي قرينة الاستعارة المكنية وسمي ذلك لإثبات استعارة لأجل أم متعلقه وهو الأمر المختص بالمشبه به قد استعير ونقل عما يناسبه واستعمل مع ما شبه بأصله، وتخيلية لأن متعلقه وهو الأمر المختص بالمشبه به لما نقل عن ملائمه وأثبت للمشبه صار يخيل إلى السامع أن المشبه من جنس المشبه به.
وهو حقيقة لاستعماله فيما وضع له ألا ترى أن الجناح استعمل في حقيقته.
وإنما التجوز في إثباته للذل فهو مجاز عقلي في الاثبات كما سيأتي لا مجاز لغوي وهكذا يقال في نظائره.

ومن حيث إنها قرينة المكنية فهي لازمة لها لا تفرقها إذ لا استعارة بدون قرينة، هذا إذا كان لازم المشبه به واحدا، فإذا تعددت اللوازم جعل أقواها وأبينها لزوما قرينة لها وما عداه ترشيحا وتقوية لها.

درس: أقسام الاستعارة باعتبار الطرفين والجامع مع الأمثلة
درس: تقسيم الاستعارة باعتبار الجامع إلى داخل وخارج تقسيم الاستعارة باعتبار الجامع إلى عامية وخاصية
درس: قرينة الاستعارة - انقسام الاستعارة باعتبار الطرفين إلى عنادية ووفاقية

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم