القراءات القرآنية: رسم المصحف وعلاقته بالقراءات - مصادر رسم المصحف

القراءات القرآنية: رسم المصحف وعلاقته بالقراءات - مصادر رسم المصحف


رسم المصحف

رسم المصحف وعلاقته بالقراءات القرآنية

من أعظم مقاصد رسم المصحف هو الدلالة على القراءات المتنوعة في الكلمة الواحدة بقدر الإمكان، وذلك أن قاعدة الرسم لوحظ فيها أن الكلمة إذا كان فيها قراءتان أو أكثر كتبت بصورة تحتمل هاتين القراءتين أو الأكثر، فإن كان الحرف الواحد لا يحتمل ذلك بأن كانت صورة الحرف تختلف باختلاف القراءات، جاء الرسم على الحرف الذي هو خلاف الأصل وذلك ليعلم جواز القراءة به وبالحرف الذي هو الأصل، وإذا لم يكن في الكلمة إلا قراءة واحدة بحرف الأصل رسمت به.

فيكتبون مثلا: (مالك يوم الدين) بحذف الألف بعد الميم الأولى ووضع ألف صغيرة للإشارة إلى الألف المحذوفة في قراءة عاصم والكسائي " مالك " وفي حذفها إشارة إلى قراءة الباقين " ملك ".
وكذا ما كان فيه أكثر من قراءتين فإنهم يرسمونه بصورة تحتمل هذه القراءات ما أمكنهم ذلك مثل: { إن هذان لساحران } فقد رسمت في المصحف قبل النقط هكذا "ان هذان" للإشارة إلى القراءات فيها وهي:

1 - "إنَّ هذان" وهي قراءة نافع وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي.

2 - "إنْ هذان" وهي قراءة ابن كثير.

3 - "إنْ هذان" وهي قراءة حفص عن عاصم.

4 - "إنَّ هذين" وهي قراءة أبي عمر .

وكما ترى فإن رسم هاتين الكلمتين بلا نقط ولا شكل ومن غير ألف ولا ياء بعد الذال يحتمل هذه القراءات كلها.

بقي أمر وهو: أنه إذا كان في الآية أكثر من قراءة ولا يمكن كتابتها برسم واحد يحتمل هذه القراءات فإنهم يكتبون كل قراءة في مصحف ليتفق كل رسم مع القراءة التي يقرأ بها.

فمثلا قوله تعالى: {والزبر والكتاب المنير} كتبت الكلمتان في المصحف الشامي {وبالزبر وبالكتاب المنير} بزيادة باء في الزبر وباء أخرى في الكتاب. وكتبتا في سائر المصاحف بحذف الباءين.

وفي قوله تعالى: {وأعدَّ لهم جنات تجري تحتَها الأنهار} كتبت في المصحف المكي "من تحتها" بزيادة "من" وفي بقية المصاحف بدونها .

مصادر رسم المصحف

ألفت في هذا العلم كتب كثيرة على امتداد العصور، ومن أهم الكتب التي اهتمت برسم المصحف: 

1 - المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار:
ألفه أبو عمرو الداني ت 444 هـ ، وقد اشتهر هذا الكتاب شهرة فائقة، وزاد في شهرته وتداوله أن الإمام أبا القاسم الشاطبي ( ت 590 هـ ) نظمه في قصيدته الرائية المشهورة باسم «عقيلة أتراب القصائد».

2 - التبيين لهجاء التنزيل:
ألفه أبو داود سليمان بن نجاح الأندلسي ( ت 496 هـ ) وهو تلميذ أبي عمرو الداني وقد لازمه كثيرا وأخذ عنه القراءات، وجعل هذا الكتاب في ست مجلدات، ثم جرد منه كتابا مختصرا سماه: التنزيل في هجاء المصاحف.

3 - مورد الظمآن في رسم أحرف القرآن:
منظومة ألفها الخراز محمد بن محمد بن إبراهيم الأموي الشريشي ، وكان الخراز قد نظم قصيدة سماها ( عمدة البيان )، وذيّلها بالضبط المتصل بمورد الظمان اليوم ، لكنه أعاد نظم القسم الخاص بالرسم وسماه ( مورد الظمآن ).



لو تتفضل علينا بترك اسم بلدك الذي تتابعنا منه


شارك مع أصدقاءك

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم