القراءات القرآنية: رسم المصحف و علاقته بالقراءات - تعريف الرسم لغة واصطلاحا- طبيعة رسم المصاحف الآولى وعلامات ضبطها

القراءات القرآنية: رسم المصحف و علاقته بالقراءات - تعريف الرسم لغة واصطلاحا- طبيعة رسم المصاحف الآولى وعلامات ضبطها

القراءات القرآنية: رسم المصحف و علاقته بالقراءات - تعريف الرسم لغة واصطلاحا- طبيعة رسم المصاحف الآولى وعلامات ضبطها


أولا : تعريف الرسم  لغة واصطلاحا:

الرسم لغة

الرسم في اللغة: الأثر، قال ابن فارس: ( الراء والسين والميم أصلان: أحدهما الأثر، والآخر ضرب من السير.
فالأول الرسم : أثر الشيء . ويقال ترسمت الدار أي نظرت إلى رسومها ) رسم اللفظ أثره بالكتابة.

الرسم اصطلاحا

الرسم في الاصطلاح: ينقسم إلى قسمين:

أ - الرسم القياسي: وهو موافقة الخط اللفظ؛ كرسم كلمة : نستعين.

ب - الاصطلاحي : وهو مخالفة الخط اللفظ؛ وذلك ببدل، أو زيادة، أو حذف، أو فصل، أو وصل، أو نحو ذلك.

معنى الرسم العثماني أو الخط العثماني

المراد بالرسم العثماني: الوضع الذي ارتضاه عثمان -رضي الله عنه- في عهده في كتابة كلمات القرآن الكريم وحروفه، حينما أمر بنسخ المصاحف.

معنى علم الرسم

المراد بعلم الرسم: هو العلم الذي يبحث في معرفة خط المصاحف العثمانية وطريقة كتابتها والقواعد المتبعة فيها خلافا للرسم القياسي الإملائي.

معنى علم الضبط

المراد بعلم الضبط: هو العلم الذي يبحث في طريقة نقط الكلمات والحروف القرآنية، نقط إعراب ونقط إعجام، وما يتعلق بذلك من رموز وحركات.

ثانيا :طبيعة رسم المصاحف الأولى ومراحل ضبطها:

من المعلوم أن المصاحف في عهد الصحابة -رضي الله عنهم- لم تكن منقوطة ولا مضبوطة بالشكل. وقد كان ذلك لأنهم كانوا عربا خلصا يقرءون بفهمهم أكثر أو مثل ما يقرءون بالحروف الماثلة أمامهم .

ولما اتسعت الفتوحات الإسلامية واختلط العرب بالعجم دخل اللحن في لسان الأحفاد، وأخطر ما يكون اللحن وأشده حين يقع في القرآن الكريم. وأكثر من يدرك فشو اللحن وانتشاره من يقيم في بلاد العجم السابقة كالعراق بلاد الفرس.

وقد كان زياد بن عبيد الله والي البصرة " 44 - 53 هـ " في خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- و حين رأي زياد ظهور اللحن خشي أن ينال القرآن منه شيء فبعث إلى أبي الأسود الدؤلي وقال له: يا أبا الأسود إن هذه الحمراء - يعني العجم - قد كثرت، وأفسدت من ألسن العرب، فلو وضعت شيئا يصلح به الناس كلامهم، ويعربون به كتاب الله تعالى. فأبى ذلك أبو الأسود، وكره إجابة زياد إلى ما سأل هيبة للقرآن وإجلالا أن يضع فيه ما ليس منه، حتى سمع أبو الأسود رجلا يقرأ قوله تعالى : { أن اللة بريء من المشركين ورسوله } 1 بكسر اللام من ورسوله فاستعظم أبو الأسود ذلك وقال: عزّ وجه الله أن يبرأ من رسوله. ثم رجع إلى زياد وأجابه إلى طلبه ووضع علامات الإعراب. وكانت علامات الإعراب التي وضعها هي:

1 - نقطة فوق الحرف للفتح.
2 - نقطة بين يدي الحرف للضم.
3 - نقطة تحت الحرف للكسر.
4 - نقطتين للحرف المنون.

ثم وبعد أن أمن الناس من اللحن أو كادوا بعد وضع علامات الإعراب ظهر نوع آخر من الخطأ وهو التمييز بين الحروف التي تتحد صورتها بدون نقط كالباء والتاء والثاء، وكالجيم والحاء ، وكالدال والذال، ونحوها. وشق على السواد منهم أن يهتدوا إلى التمييز بين حروف المصحف وكلماته وهي غير معجمة. مما دعا الخليفة عبد الملك بن مروان إلى أن يأمر الحجاج بن يوسف الثقفي واليه في العراق أن يختار من العلماء من يقوم بهذا العمل. واختار الحجاج بن يوسف لهذا العمل عالمين هما:

1 - يحيى بن يعمر العدواني توفي قبل  90 هـ .
2 - نصر بن عاصم الليثي ت 90 هـ .

فقاما بإعجام الحروف بوضع النقاط المعروفة إلى يومنا هذا، ثم لئلا يقع خلط بين نقط الإعجام ونقط الإعراب قام الخليل بن أحمد الفراهيدي ( ت 175 هـ ) بتغيير نقط الإعراب إلى علامات الإعراب المعروفة الآن حتى لا يقع خلط بين نقط الإعراب ونقط الإعجام على النحو التالي:

1 - " َ" فوق الحرف للفتح.
2 - " ُ" فوق الحرف للضم.
3 - " ِ" تحت الحرف للكسر.
4 - " ّ " فوق الحرف للتشديد وهي رأس ش من شديد.
5 - " حـ " فوق الحرف للسكون وهي رأس خ من " خفيف ".

ووضع الخليل أيضا الهمزة، والتشديد، والروم، والإشمام، وهو أول من صنف في النقط وذكر علله.
ثالثا : قواعد الرسم المصحفي .


شارك مع أصدقائك

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم