رواية اللغة عن البدو و الأعراب وأسباب ذلك

رواية اللغة عن البدو و الأعراب وأسباب ذلك

رواية اللغة عن البدو و الأعراب وأسباب ذلك


يرى الأستاذ الرافعي أن رواة اللغة لم يدونوا اللهجات العربية على مناطق العرب قبل تهذيب قريش اللغة، ولكنهم تناقلوا من ذلك أشياء كانت لعهد الإسلام، وأشياءَ أصابوها في شعر العرب مما صحت روايته قبيل ذلك؛ أما أغلب ما كتبوه فقد سمعوه من العرب في بواديها، وهو من بقايا اللهجات الأولى التي كانت لعهد الجاهلية.



على أنهم لم يدونوا من كل ذلك إلا كفاية الحاجة في تصاريف الكلام، أو ما تنهض به أدلة الاختلاف بين العلماء المتناظرين: كالبصريين والكوفيين؛ أما تدوين اللهجات على أنها أصل من أصول الدلالة التاريخية في اللغة فهذا لم ينبه إليه -حسب الرافعي- لأن أكبر غرضهم من جمع اللغة وتدوينها يرجع إلى علوم القرآن والحديث، ولغتهما قرشية، وهذه يقل الاختلاف فيها لأنها حضرية مهذبة، والتحضر شيء ثابت، فكأنها في حكم المدونة. تاريخ آداب العرب

انطلق العرب إلى البوادي رغبة في مشافهة الأعراب وتلقي اللغة عنهم، فجمعوا ثروة هائلة من ألفاظ اللغة، وكان الباعث إلى ذلك سلامة النص القرآني من أن يتطرق إليه اللحن الذي فشا بعد الفتوحات الإسلامية وانتشار الإسلام، ودخول الأعاجم فيه، فانتشر على ألسنة العامة والخاصة حتى العرب أنفسهم.

يقول أحمد أمين: "وكان المدونون الأولون للغة في هذا العصر يدونون المفردات حيثما اتفق، وكما يتيسر لهم سماعها، فقد يسمعون كلمة في الفرَس، وأخرى في الغيث، وثالثة في الرجل القصير، وهكذا، فكانوا يقيدون ما سمعوه من غير ترتيب. وكانت الخطوة الثانية: أنْ جمعوا الكلمات الخاصة بموضوع واحد، وأظهر ما كان ذلك في كتاب الأصمعي، فله كتاب "الأنواء"، وكتاب "خلق الفرس"، وكتاب "الإبل"، وكتاب "الشاء" وهكذا، يجمع ما ورد من الألفاظ اللغوية في موضوع واحد ويسميه كتابا أو رسالة، وقد يكون الكتاب بضع ورقات. ثم كانت الخطوة الثالثة: عمل المعاجم... ".

ولما كان الحفاظ على لغة القرآن الكريم والسنة النبوية هدفا وضعه العلماء نصب أعينهم، وبدلوا جهودا مضنية في سبيل تحقيقه، رأينا كثيرا من الكتب التب ألفتْ تحمل اسم "غريب القرآن"، أو "غريب الحديث"، إلى جانب كتب "غريب اللغة".

وألف في غريب القرآن كثيرون، منهم:
-       أبو عبيدة.
-       أبو عمر الزاهد.
-       ابن دريد.
-       ابن قتيبة.
-       السجستاني.
-       الراغب الاصفهاني.
وغيرهم كثير حتى قال السيوطي: "أفرده بالتصنيف خلائق لا يحصون".

كما ألف من العلماء في غريب الحديث: 
-       أبو عبيدة.
-       النضر بن شميل.
-       أبو عمر الشيباني.
-       قطرب.
-       أبو زيد الأنصاري.
-       ابن قتيبة.
-       الخطابي.
-       الهروي.
وغيرهم كثير.

شكرا لمتابعتك الموضوع إلى النهاية.تابع إلى الموضوع التالي: جمع اللغة العربية وجهود العلماء في تدوينها

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم