كل ما يخص جمع المذكر السالم

macbook

جمع المذكر السالم | درس شامل


درس جمع المذكر السالم يحتوي على:

  • تعريف جمع المذكر السالم.
  • حكم دمع المذكر السالم.
  • شروط جمع المذكر السالم.
  • الملحق بجمع المذكر السالم.
  • ضابط سنين وبابه.
  • إعراب سنين وبابه.
  • حركة نون جمع المذكر السالم.



الأمثلة:
1- أقبل محمد الصالح - رأيت محمدا الصالح - سلمت على محمد الصالح.
- أقبل المحمدون - رأيت المحمدين - سلمت على المحمدين.


جمع المذكر السالم

تجد في الأمثلة الأولى كلمتي: محمد وصالح، وكل منهما مفرد مذكر، وفي الأمثلة الثانية دلت على جمع لما زدنا عليها علامة الجمع، وهي واو ونون في حالة الرفع، وياء ونون في حالة النصب والجر، ويسمى الاسم بتلك الزيادة جمع مذكر سالم، وهذه الزيادة صالحة للتجريد والرجوع بالاسم إلى المفرد، كما أنها أغنت عن المتعاطفات كأن تقول: أقبل محمد ومحمد ومحمد، وسمي سالما، لأن بناء المفرد فيه سلم من التغيير. 
سؤال: هل كل مفرد يجوز أن يجمع هذا جمع المذكر السالم؟
جواب: ليس كل مفرد يجمع جمع مذكر سالم، وإنما الذي يجمع هو: العلم أو الصفة فقط، بشرط أن يكون كل منهما مذكرا عاقلا خاليا من التاء إلى غير ذلك من شروط جمع المذكر السالم التي سنعرفها فيما بعد.
وعلى ذلك فلا يسمى: جمع مذكر سالم، ما ليس له مفرد، أو ما له مفرد فقد بعض الشروط، أو ما له مفرد لم يسلم من التغيير.
فمثلا أولو – عشرون: كل منهما ملحق بالجمع. وليس جمعا، لأنه لا مفرد له.
وأهلوه عالمون – ارضون، سنون كل منهما ملحق بالجمع، وليس جمع مذكر سالم، لأن المفرد فقد بعض الشروط ألا ترى أنه ليس علما ولا صفة؟ 

تعريف جمع المذكر السالم

عرف جمع المذكر السالم بأنه: ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ونون في حالة الرفع وياء ونون في حالتي النصب والجر، وسلم بناء المفرد فيه من التغيير

حكم جمع المذكر السالم

حكم جمع المذكر السالم هو: أنه يرفع بالواو نيابة عن الضمة، وينصب ويجر بالياء المكسور ما قبلها نيابة عن الفتحة والكسرة.
مثل قولنا: قد أفلح المؤمنون، أحببت المؤمنين، سلمت على المؤمنين.

شروط جمع المذكر السالم

إن الذي يجمع من الأسماء جمع المذكر السالم نوعان:

  1. الاسم الجامد (العلم).
  2. الصفة.

1- شروط الاسم الجامد الذي يجمع جمع مذكر سالم:

يشترط في الاسم الجامد، أن يكون:
  • علما لمذكر عاقل.
  • خال من تاء التأنيث ومن التركيب.
  • خاليا من علامة التثنية والجمع.

- فإن لم يكن علما:
لا يجمع جمع مذكر سالم ما لم يكن علما، فلا يقال في: رجل أو غلام: رجلون أو غلامون، لأن كلا منهما اسم جنس لا علم، نعم، إذا صغر هذا جاز جمعه فنقول في رجيل: رجيلون، وفي غليم: غليمون، لأنه أصبح ببناء التصغير وصفا، أي رجل صغير وغلام صغير. 
- فإن كان مؤنثا:
لا يجمع هذا الجمع من الأعلام، ما كان علما لمؤنث مثل: زينب وسعاد فلا نقول: زينبون ولا سعادون. 
- فإن كان علما لمذكر غير عاقل:
لا يجمع جمع مذكر سالم ما كان علما لمذكر غير عاقل مثل: لاحق علم على فرس، ونسيم علم على زورق، فلا نقول: لاحقون ولا نسيمون. 
- فإن كان علما لمذكر عاقل مختوما بالتاء:
لا يجمع جمع مذكر سالم ما كان علما لمذكر عاقل مختوما بالتاء مثل: طلحة – حمزة – معاوية عطية. فلا يقال: طلحون، ..وإن كان الكوفيون قد أجازوا ذلك.
- فإن كان مركبا مزجيا:
لا يجمع جمع مذكر سالم ما كان علما مركبا ترتيبا مزجيا مثل: سيبويه ومعد يكرب تركيبا إسناديا، مثل فتح الله ورزق الله، فلا يقال: سيبويهون وإن كان البعض قد أجازه.
- فإن كان مركبا إضافيا:
أما المركب الإضافي مثل عبد العزيز وعبد الرحمن فـ يجمع صدره ويبقى عجزه على حاله فتقول: حضر عبدو العزيز و سلمت على عبدي  العزيز. 
- فإن كان آخره علامة تأنيث أو علامة جمع:
لا يجمع جمع مذكر سالم ما كان آخره علامة تثنية أو جمع، مثل: المحمدان أو المحمدون "علمين".

2- شروط الصفة التي تجمع جمع مذكر سالم

أما الصفة التي تجمع جمع المذكر السالم فيشترط فيها:
- أن تكون صفة لمذكر عاقل.

  • أن تكون صفة خالية من تاء التأنيث.
  • أن لا تكون صفة على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء.
  • أن لا تكون صفة على وزن فعلان الذي مؤنثه فعلى.
  • أن لا تكون مما يستوي في الوصف بها المذكر والمؤنث.
- فإن كان وصفا لمؤنث:
لا يجمع جمع مذكر سالم ما كان وصفا لمؤنث مثل: خائف، مرضع، فاهمة فلا نقول: خائفون ومرضعون.
- فإن كان وصفا لمذكر غير عاقل:
لا يجمع جمع مذكر سالم ما كان وصفا لمذكر غير عاقل مثل: سابق، داحس، صفة لفرس، فلا يقال: سابقون، داحسون. 
- فإن كان صفة لمذكر عاقل مختوما بالتاء:
لا يجمع جمع مذكر سالم ما كان صفة لمذكر عاقل مختومة بالتاء مثل: علامة، فهامة، راوية فلا يقال: علامون، ولا فهامون.
- فإن كان على وزن أفعل الذي مؤثه فعلاء:
لا يجمع جمع مذكر سالم ما كان وصفا على وزن: أفعل الذي مؤنثه فعلاء، مثل: أحمر – أخضر. ومؤنثها حمراء – خضراء، فلا يقال: أحمرون – أخضرون.
- فإن كان صفة على وزن فعلان الذي مؤنثه فعلى:
لا يجمع جمع مذكر سالم ما كان صفة على وزن فعلان الذي مؤنثه فعلى مثل: سكران / سكرى، وغضبان/ غضبى، عطشان/ عطشى، فلا يقال: سكرانون - ولا غضبانون.
- فإن كان صفة يستوي فيها المذكر والمؤنث:
لا يجمع جمع مذكر سالم ما كان صفة يستوي فيها المذكر والمؤنث مثل: صبور – جريح – قتيل – فلا يقال:صبورون – جريحون.

وقد أشار ابن مالك إلى إعراب جمع المذكر ممثلا للجامد العلم المستوفي للشروط ب "عامر" والصفة المستوجبة للشروط بـ مذنب فقال: 
وارفع بواو وبيا اجرر وانصب
سالما جمع علم ومذنب

الملحق بجمع المذكر السالم

علمنا مما سبق أن جمع المذكر السالم، ما دل على أكثر من اثنين، وسلم بناء المفرد فيه (والمراد بسلامة بناء المفرد عدم تغير حروفه وحركاته في الجمع)، واجتمع في مفرده الشروط السابقة، سواء كان علما أم صفة مثل: عامرون، وفاصلون، ومذنبون وعلى هذا:
فالملحق بجمع المذكر السالم في إعرابه هو ما لا واحد له من لفظه، أو ما له واحد غير مستكمل لشروط الجمع، ومعظمه ملحق بجمع المذكر سماعي لا يقاس عليه ويشمل:

1- ما لا واحد له من لفظه

مثل أولو بمعنى أصحاب، وعشرون وبابه، وهو ثلاثون إلى تسعين.
فأما "أولو" ملحق بالجمع وليس جمعا، لأنه لا واحد له من لفظه ومن أمثلته قوله تعالى: (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل).
وأما "عشرون وبابه" ملحق بالجمع وليس جمعا، لأنه لا واحد له من لفظه، إذ لا يقال: عشر (بكسر العين)، ومن أمثلته قوله تعالى: (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين)

2- ما له واحد من لفظه، ولكنه غير مستوي للشروط

مثل: أهلونعالمونعليونأرضونسنون وبابه.
- فأما "أهلون" ملحق وليس جمعا، لأن مفرده "أهمل" وأهل اسم جنس جامد كرجل، وليس علما ولا صفة، ومن أمثلته قول الشاعر:
وما المال والاملون إلا ودائع
ولابد يوما أن ترد الودائع
- وأما "عالمون" فمفرده "عالم" وعالم اسم جنس جامد كرجل وليس علما ولا صفة، ولذا كان ملحقا بجمع المذكر في إعرابه لا جمعا، كقوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين). 
وعليون: مفرده علي وهو اسم لأعلى الجنة، فهو لغير العاقل، ولذا كان ملحقا بالجمع لا جمع، قال تعالى: (إن كتاب الأبرار لفي عليين، وما أدراك ما عليون).
- وأما "أرضون" بفتح الراء، فمفردها "أرض" و"أرض" اسم جنس مؤنث وليس علما ولا صفة، لهذا كان ملحقا بجمع المذكر، ومنه قوله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام في الحديث : "من غصب قدر شبر من أرض طوقه من سبع أرضين يوم القيامة".
- وأما سنون بكسر السين فمفردها "سنة" بفتح الفاء، وسنة: اسم جنس مؤنث وليس علما ولا صفة، لذا كان ملحقا بالجمع ولم يكن جمعا قال تعالى: (كم لبثتم في الأرض عدد سنين).

ومن أسباب إلحاق ارضون وسنون أن المفرد فيها قد تغير بناؤه، أي شكله وهذا من الملحق: بنون لأن مفرده: ابن تغير بناؤه في الجمع بحذف الهمزة نحو قوله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا).
ومن الملحق بالجمع ما سمي به: زيدون – عابدون – حمدون.
باب سنين: كل جمع يماثل سنين ويشبهه في مفرده ويقال له أيضا باب سنة.

ضابط سنين وبابه
ضابط سنين وبابه هو: كل اسم ثلاثي حذفت لامه، وعوض عنها هاء التأنيث، ولم يسمع له عن العرب جمع تكسير، وذلك مثل مائه وجمعها مئين وثبة بمعنى الجماعة وتبين ومنه عضة وعضين وعزة وعزين وهي الفرقة من الناس وأصلها: عزى حذفت اللام (الألف القصيرة) وعوضت تاء التأنيث قال تعالى: (عن اليمين وعن الشمال عزين) أي جماعة. 
فالغالب في تلك المفردات استعمالها كسنين ملحقة بجمع المذكر السالم، فإن سمع للمفرد جمع تكسير، مثل: شفه: شفاه/ شاة/ شياه /ظبة /ظباه، اكتفى بجمع التكسير الذي يعرب بالحركات، ولم يجمع المفرد  جمع المذكر، أي لم يستعمل كسنين إلا شاذا.

إعراب سنين وباب وما ورد عن العرب فيه

علمنا أن سنين وبابه يعرب إعراب جمع المذكر السالم بالواو رفعا، وبالياء نصبا وجرا، لأنه ملحق به وهذا هو الغالب والمشهور في إعرابه.
وبعض العرب يعامل (سنين وبابه، معاملة حين) أي يلزمها الباء ويعربها بحركات ظاهرة على النون مع التنوين أو حذف التنوين وهو أقل، نقول: مرت علينا سنين عصيبة – حاربنا الظلم سنينا طويلة، نأمل بعد الشدة في سنين مقبلة سعيدة.
فكلمة "سنين" جاءت في جميع الأمثلة بالياء وأعربت بالحركات الظاهرة على النون مع التنوين أو بدونه.
ومن أمثلة إجراء سنين مجرى الحين قوله عليه أفضل الصلاة والسلام: "اللهم اجعلها عليهم سنين كسنين يوسف"، ومن ذلك قول الشاعر: 
دعاني من نجد فإن سنينه
لعبن بنا شيبا وشيبنا مردا
والشاهد في الحديث أن سنين أعربت إعراب حين بالحركات على النون.
خلاصة إعراب سنين وبابه:
الخلاصة أن إعراب سنين وبابه فيها إعرابات: أشهرها إعرابها بالحروف أي بالواو رفعا، وبالياء نصبا وجرا. ثم لزوم الياء وإعرابها بالحركات على النون مثل حين وهو الوجه الآخر للإعراب.
وقد أشار ابن مالك إلى الملحق بجمع المذكر السالم وإعرابه فقال:
وشبه ذين وبه عشرونا
وبابه ألحق والاهلونا
أولو وعالمون عليونا
وأرضون شذ والسنونا
وبابه: ومثل، حين قد يرد
ذا الباب وهو عند قوم يطرد

حركة نون الجمع

حق نون الجمع وما ألحق به أن تكون مفتوحة في جميع أحوالها تقول: جاء المفلحون – رأيت المفلحين – مررت بالمفلحين.
وقد تكسر شذوذا في الشعر، ومنه قول الشاعر:
عرفنا جعفرا وبني أبيه
وأنكرنا زعانف آخرين
 (هذا البيت لجرير بن عطية من قصيدة يخاطب فضالة العربي حين توعده بالقتل)
ومنه قول شاعر آخر:
أكل الدهر حل وارتحال
أما يبقي علي ولا يقيني
وماذا تبتغي الشعراء مني
وقد جاوزت حد الأربعين
يقيني (بمعنى يحفظني)
فقد كسرت نون (أربعين) شذوذا، وقد أشار ابن مالك إلى حركة نون الجمع فقال: 
ونون مجموع وما به التحق
ما فتح وقل من بكسره نطق
الخلاصة: أن نون الجمع دائما مفتوحة إلا نادرا وشذوذا.

درس جمع المذكر السالم درس جمع المذكر السالم

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم