تَعْرِيفُ التَّشْبِيهِ لُغَةً وَاصْطِلَاحاً

تعريف التشبيه لغة واصطلاحا

تَعْرِيفُ التَّشْبِيهِ لُغَةً وَاصْطِلَاحاً



تَعْرِيفُ التَّشْبِيهِ لُغَةً

جاء في لسان العرب: شبه: الشّبه والشَّبه والشَّبيه: المثل، والجمع أشباه. وأشبه الشيء الشيء: أي ماثله.
وفي المَثَل المعروف: "من أشبه أباه فما ظلم"...  وبينهما شبه، والجمع مشابه على غير قياس.
وأشبهت فلانا وشابهته واشتبه علي وتشابه الشيئان واشتبها: أشبه كل واحد منهما صاحبه... 
والتشبيه: التمثيل


تَعْرِيفُ التَّشْبِيهِ اصْطِلَاحاً

التشبيه في اصطلاح البلاغيين له أكثر من تعريف، وهذه التعاريف وان اختلفت لفظا فانها متفقة معنى.
فأبو هلال العسكري (تـ 395 هـ) يحدثنا عن التشبيه فيقول: ((التشبيه: الوصف بأن أحد الموصوفين بنوب مناب الآخر بأداة التشبيه، ناب منابه أو لم ينب، وقد جاء في الشعر وسائر الكلام بغير أداة التشبيه، وذلك قولك: "زيد شديد كالأسد"، فهذا القول هو الصواب في العرف وداخل في محمود المبالغة، وان لم يكن زيد في شدته كالأسد على حقيقته...  ويصح تشبيه الشيء بالشيء جملة، وان شابهه من وجه واحد، مثل قولك: وجهك مثل الشمس، ومثل البدر، وان لم يكن مثلهما في ضيائهما ولا عظمهما، وانما شبه بهما لمعنى يجمعهما وإياه وهو الحسن.

وعلى ذلك قوله تبارك وتعالى: ((وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام))، إنما شبّه المراكب بالجبال من جهة عظمها لا من جهة صلابتها ورسوخها ورزانتها، ولو اشبه الشيء الشيءَ من جميع جهاته لكان هو هو)).


وتعريف العسكري منقول عن أبي الحسن الرماني (ت385هـ) في كتابه "النكت في إعجاز القرآن".
والتشبيه كما يفهم من اصطلاح متأخري البلاغيين كالخطيب القزويني (تـ 737 هـ) هو:
"الدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى أو وصف بواسطة أداة ملفوظة أو مقدرة لغرض بلاغي".

كما مر في قوله تعالى: ((وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام))، حيث نرى أن المراكب الضخمة الجارية في البحر مرفوعة قلاعها شاركت الجبال الشاهقة في معنى أو وصف مشترك بينهما هو: العظم أو الارتفاع، أو فيهما معا، وربط ذلك بواسطة أداة ملفوظة هي الكاف.
وقد استهوى هذا التشبيه الشعراء فاقتبسوه، قال ابن الرومي في رثاء البصرة وقد سلط عليها الزنج فعاثوا فيها فسادا:
أين فلك فيها وفلك اليها
منشآت في البحر كالأعلام
أين تلك القصور ولدور فيها
أيــن ذاك البنيان ذو الأحكام

قد يُعجبك أيضا:

5 تعليقات

إرسال تعليق

اترك تعليقا

أحدث أقدم