أقسام واضح الدلالة عند المتكلمين:
المجمل و والمتشابه
أقسام واضح الدلالة عند المتكلمين: المجمل و والمتشابه
كلية الآداب والعلوم الإنسانية. مسلك: الدراسات الإسلامية
الدكتور: هشام تهتاه.
الرجوع إلى درس: أقسام واضح الدلالة عند المتكلمين: الخفي، والمشكل.
ثالثا: المجمــل. [تتمة]
تعريفه المجمل لغة واصطلاحا:
المجمل لغة: هو الغامض أو الملتبس الغير الواضح. وفي اصطلاح الحنفية هو: ”اللفظ الذي خفي المراد منه بسبب غموض صيغته، ولا يدرك معناه إلا ببيان من المجمل”.
ويشتمل هذا التعريف على الضوابط التالية:
- اللفظ المجمل خفي الدلالة على معناه.
- خفاء المجمل راجع إلى غموض صيغته (عكس الخفي).
- خفاء المجمل يمكن إزالته ( عكس المتشابه).
- إزالة خفائه يكون بالنقل (لا العقل).
أسباب الإجمال وامثلته:
أسباب الإجمال كثيرة، نذكر منها ثلاثة:
الأول: ما كان سبب إجماله نقلُ اللفظ من معناه اللغوي الظاهر إلى معنى شرعي (العرف الشرعي) كألفاظ: الصلاة والزكاة والصوم.
مثاله:
قوله تعالى: "وأقيموا الصلاة” معنى الصلاة في اللغة الدعاء، لكن الشارع أعطى لفظ(الصلاة) معنى اصطلاحياخاصا، فهي:" أقوال وأفعال مفتتحة بتكبيرة الإحرام مختتمة بالسلام مصحوبة بنية الطاعة لله” وهذا المعنى الاصطلاحي عرفناه من الشارع الحكيم، ومن ذلك قول الرسول”صلوا كما رأيتموني أصلي”.
الثاني: ما كان سبب إجماله تعدد معانيه المتساوية (الاشتراك).
مثاله:
قوله تعالى: (والليل إذا عسعس) فلفظ: (عسعس) من الألفاظ المشتركة المتضادة، يأتي بمعنى: أقبل، بمعنى: أدبر .. والسياق هو الذي يعين المكجتهد على تحديد المعنى المراد، وقد اختار ابن جرير الطبري أن الصواب من القول هنا أن يكون (عسعس) بمعنى (أدبر)، والقرينة –عنده- هي قوله تعالى: (والصبح إذا تنفس) فدل على أن القَسَمَ بالليل حال إدباره والنهار حال إقباله.
الثالث: ما كان سبب إجماله غرابة ُ اللفظ في المعنى الذي استعمل فيه.
مثاله:
قوله تعالى: (إذا الشمس كورت) ..
وقوله تعالى: (القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة)..
حكمه:
يعمل به بعد إزالة خفائه من قبل الشارع، حيث يتحول إلى (مفسرلغيره)
رابعا: المتشابه.
تعريفه المتشابه لغة واصطلاحا:
المتشابه لغة: هو الملتبس أو المبهم ، وفي اصطلاح الحنفية هو: ”اللفظ الذي خفي المراد منه بسبب غموض صيغته؛ بحيث لا ترجى معرفته في الدنيا لأحد من الناس عند بعض العلماء وترجى معرفته للراسخين في العلم عند آخرين”.
ويتشمل هذا التعريف على الضوابط الآتية:
- المتشابه لفظ خفي المعنى ..
- غموض المتشابه راجع إلى ذات صيغته.
- إمكان إزالة غموض المتشابه مختلف فيه بين العلماء.
مصدر إزالة الإبهام في المتشابه:
يقول الله تعالى في محكم تنزيله: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ).
مصدر إزالة الإبهام في المتشابه عند من قرأ بالوصل هم (الراسخون في العلم) كما تنص على ذلك الآية.
ومن قرأ بالوقف قال: لا سبيل إلى إزالة خفائه.
طريقة إزالة الإبهام في المتشابه:
يكون ذلك بإرجاعه إلى المحكم؛ لأن المحكم لا يحتمل إلا وجها واحدا، أما المتشابه فيحتمل وجهين أو أكثر..
مثاله:
المتشابه بالمعنى الذي ذكرناه لا يوجد في آيات وأحاديث الأحكام ..
يوجد في:
- الحروف المقطعة في فواتح بعض السور .. (ق) (يس) (ألم) (ألمر)
- الآيات التي ظاهرها تشبيه الخالق بخلقه، قال تعالى (يد الله فوق أيديهم) وقال سبحانه (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا).
حكمه:
رأي السلف: اعتقادُ حقيقته، والتصديق به، امتثالا لأمر الله سبحانه، ولذلك لا يدخل عندهم ضمن أنواع اللفظ الخفي الدلاة، ولا يتناوله الدرس الأصولي عندهم. ومن الخلف من يقول: إذا أمكن تأويله فإنه يحمل من ما يليق بالله عز و جل من المعاني..
أقسام خفي الدلالة عند المتكلمين:
خفي الدلالة عند المتكلمين نوعان: مجمل ومتشابه:
المجمل: «ما دل على معنيين -أو أكثر- لا مزية لأحدهما عن الآخر».
شرح التعريف:
قولهم: (ما دل) يخرج اللفظ المهمل الذي لا دلالة له.
وقولهم: (على معنيين أو أكثر) يخرج (النص) لأنه يدل على معنى واحد معين.
وقولهم: (لا مزية لأحدهما على الآخر) أخرج الظاهر، فإنه يدل على معنيين لكن أحدهما أرجح من الآخر.
المتشابه: « ما استأثر الله تعالى بعلمه».
إرسال تعليق