الحديث المعضل: لغة واصطلاحا - أمثلة المعضل - حكم المعضل

الحديث المعضل: تعريف الحديث المعضل لغة واصطلاحا | أمثلة الحديث المعضل | حكم الحديث المعضل | بعض مراجع الحديث المعضل

الحديث المعضل

أ - تعريف الحديث المعضل لغة واصطلاحا

تعريف الحديث المعضل لغة:

المعضل لغة: هو اسم مفعول من "الإعضال"، وهو الإعياء والإتعاب والإضعاف.
يقال: "أعضل في الأمر" إذا ضاقت علي فيه الخيل. وأعضله الأمر: غلبه.

تعريف الحديث المعضل اصطلاحا:

«هو ما سقط من سنده اثنان أو أكثر على التوالي» ، سواء أكان ذلك السقوط في أول السند، فيجتمع حينئذ مع المعلق، أو في آخره فيجتمع عندئذ مع المرسل، أو في أثنائه فلا يكون إلا معضلا. وإنما سمي هذا معضلا؛ لأن الراوي الذي أعضله كأنه أعياه وأضعفه، بحيث لم ينتفع به من يرويه عنه.


ب - أمثلة الحديث المعضل:

- مثال ما وقع الإعضال في أول سنده:
- ما روي في الموطإ عن مالك: «أنه بلغه أن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس كانا لا يتوضآن مما مست النار».
- ما روي فيه أيضا عن مالك «أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "استقيموا ولن تحصوا، وخير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن».

- مثال ما وقع الإعضال في آخر سنده:
- ما أسنده الحاكم إلى ابن وهب، قال: أخبريني مسلمة بن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى إذا حضرته الوفاة حاف في وصيته، فوجبت له النار. وإن العبد ليعمل بعمل أهل النار حتى إذا حضرته الوفاة عدل في وصيته، فوجبت له الجنة".

هذا الحديث أعضله مسلمة. قال الحاكم: "لا نعلم أحدا من الرواة وصله ولا أرسله عنه". وأضاف: وليس كل ما يشبه هذا بمعضل، فربما أعضل راو الحديث في وقت ثم وصله أو أرسله في وقت . . . فينبغي للعالم بهذه الصنعة أن يميز بين المعضل الذي لا يوصل وبين ما أعضله الراوي في وقت ثم وصله في وقت".

- ويمثل أيضا بما رواه الحارث بن أبي أسامة عن شيخه معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن الأوزاعي، عن هارون بن رئاب قال: «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا، ففتح لهم، فبعثوا بشيرهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا هو يخبره بفتح الله لهم، وبعدد من قتل الله منهم، قال: فتفردت برجل منهم، فلما غشيته لأقتله قال: إني مسلم، قال: "فقتلته وقد قال: إني مسلم!" قال: يا رسول الله! إنما قال ذلك متعوذا قال: "فهلا شققت عن قلبه؟!". قال: وكيف أعرف ذلك يا رسول الله؟ قال: "فلا لسانه صدقت، ولا قلبه عرفت، إنك لقاتله، أخرج عني فلا تصاحبني". قال: ثم إن الرجل توفي فلفظته الأرض مرتين، وألقي في بعض تلك الأودية". فقال بعض أهل العلم: "إن الأرض لتواري من هو أنتن منه، ولكنه موعظة"».

قال البوصيري فيه: "هذا إسناد رجاله ثقات، وهو معضل، فإن هارون بن رئاب الأسيدي البصري العابد إنما روى عن التابعين عن الحسن وابن المسيب وأشباههما".


ج - حكم الحديث المعضل عند علماء الحديث:

الحديث المعضل ضعيف في الأصل، بل هو أسوأ حالا من الحديث المرسل، لكثرة المحذوفين من غير الصحابة في إسناده، لكنه إذا روي من طريق آخر مثله أو أحسن منه حالا يرتقي إلى الحسن لغيره، ويقبل، كما حصل لمعضل هارون، في المثال الأخير، فقد روي من طريقين آخرين عن عمران بن حصين: الأولى عند ابن ماجه ، والثانية عند أبي يعلى، وكلا الطريقين ضعيف ضعفا غير شديد ، فارتقى مجموع طرقه إلى رتبة الحسن لغيره.

هـ - بعض مراجع الأحاديث المعضلة:


- موطأ الإمام مالك (ت 179 هـ).

- سنن سعيد بن منصور (ت 227 هـ).

- مؤلفات بن أبي الدنيا ( ت 281 هـ ).



إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم