سبب تسمية العرب عربا، وأول من نطق بالعربية

سبب تسمية العرب عربا، وأول من نطق بالعربية

اشتقاق كلمة (ع ر ب) ومعانيها

اشتقاق كلمة (ع ر ب) ومعانيها

جاء في "لسان العرب" لابن منظور: العُرْب والعَرَب: جيل من الناس معروف، خلاف العجم، وهما واحد، مثل العُجم والعَجم، مؤنث...

والعرب العاربة، الخلص منهم، وأخذ من لفظه فأكد به، كقولك ليل لائل، تقول: عرب عاربة وعرباء، صرحاء ومتعربة ومستعربة: دخلاء ليسوا بخلّص.
والعربي منسوب إلى العرب، وإن لم يكن بدويا.
والأعرابي البدويّ،
والعربية هي هذه اللغة.

أول من نطق بالعربية

اختلف الناس في العرب لما سموا عربا، فقال بعضهم:
أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان، وهو أبو اليمن كلهم، وهو العرب العاربة، ونشأ إسماعيل بن إبراهيم، عليهما السلام، معهم فتكلم بلسانهم، فهو وأولاده العرب المستعربة.
عن ابن عباس رضي الله عنه من حديث طويل "... فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس فنزلوا (قبيلة جرهم اليمنية) وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم، وشب الغلام وتعلم العربية منهم، وأنفسهم (رغبهم في نفسه) وأعجبهم حين شب، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم ..." صحيح البخاري كتاب أحاديث الأنبياء.
وفي حديث آخر: "أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل، وهو ابن أربع عشرة سنة".
فقوله صلى الله عليه وسلم (فتق لسانه بالعربية) أي: أنطق الله بها لسانه، والفتق: الشق.. و(المبينة) أي: الواضحة أو الموضحة الصريحة في معانيها.

قال الإمام ابن حجر: قوله (وتعلم العربية منهم) فيه إشعار بأن لسان أمه وأبيه لم يكن عربيا، وفيه تضعيف لقول من روى أنه أول من تكلم بالعربية المطلقة، وقد وقع ذلك في حديث ابن عباس عند الحاكم في (المستدرك) بلفظ: "أول من نطق بالعربية إسماعيل".

وروى الزبير بن بكار (ت 256 هـ) في النسب من حديث علي بإسناد حسن قال: "أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة إسماعيل".
وبهذا القيد يجمع بين الخبرين فتكون أوليته في ذلك بحسب الزيادة في البيان لا لأولية المطلقة، فيكون بعد تعلمه أصل العربية من جرهم ألهمه الله العربية الفصيحة المبينة فنطق بها، ويشهد لهذا ما حكاه ابن هشام (ت 213 هـ) عن شرقي بن قطامي: "إن عربية إسماعيل كانت أفصح من عربية يعرب بن قحطان وبقايا حمير وجرهم".
ويحتمل أن تكون الأولية في الحديث مقيدة بإسماعيل بالنسبة إلى بقية إخوته من ولد إبراهيم، فإسماعيل أول من نطق بالعربية من ولد إبراهيم، وقال ابن دريد (ت 321 هـ) في "كتاب الوشاح": أول من نطق بالعربية يعرب بن قحطان ثم إسماعيل.

والعرب العاربة هم الذين تكلموا بلغة يعرب بن قحطان وهو اللسان القديم، ويسمون بالقحطانيين، والعرب المستعربة هم الذين تكلموا بلسان عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، ويسمون العدنانيين، والعدنانية هي لغة أهل الحجاز وما والاها.

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم