الكلام وما يتألف منه: الكلمة | الكلام | الكلم | القول


الكلام وما يتألّف منه | الكلمة | الكلام | الكلم | القول

أمثلة:
‌أ) محمد – زهرة – كتاب – إن – في....
‌ب)  فاز المجتهد – الله واحد – ماء النيل عذب – استقم – اشرب.
‌ج)  إن في الشعر – إن اجتهد الطالب – إن اجتهد الطالب فاز.
التوضيح: 
أمامك ثلاثة أقسام وفي كل قسم عدة أمثلة، ولكنها مختلفة عند النحاة،  فمثلا تجد كل مثال في القسم الأول (أ) عبارة عن مفردة متناثرة لا تربطها بغيرها أية رابطة، ويسمى النحاة اللفظ المفرد: كلمة.
وفي الأمثلة الثانية (ب) تجد كل مثال جملة أفادت فائدة تامة، ويسمى النحاة كل ما أفاد إفادة تامة: كلاما.
وبعض الكلام يتركب من كلمتين مثل: الله واحد. وبعضه من ثلاثة فأكثر، ولكن أقل ما يرتكب منه الكلام كلمتان، ولو تقديرا مثل استقم واشرب. أي أنت اشرب أو اشرب أنت.
وفي الأمثلة الثالثة (ج) تجد كل مثال يتركب من ثلاث كلمات أو أكثر، وبعض الأمثلة لا تفيد فائدة تامة وبعضها يفيد. ويسمي النحاة كل ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر: كلما سواء أفاد أم لم يفد.
ولا مانع أن يسمى كل مثال في جميع الأقسام لفظا، لأن اللفظ هو الصوت المشتمل على بعض الحروف، كما لا مانع أن يسمى: قولا.
وبعد هذا النحو المجمل، إليك بالتفصيل تعريف كل من الكلمة والكلام والكلم واللفظ، وبيان الفرق بين كل منهما.

1- الكلمة


تعريف الكلمة: الكلمة هي: اللفظ الموضوع لمعنى مفرد سواء أكان اسما أم فعلا أم حرفا، وبهذا التعريف يخرج اللفظ المهمل مثل "ديز" لأنه لم يوضع لمعنى، كما يخرج الكلام لأنه موضوع لمعنى غير مفرد.
بتعبير آخر نقول:
إن الحرف إذا اتصل بحرف آخر أو بأكثر، نشأ في هذا الاتصال ما يسمى "الكلمة"، وهكذا تنشأ الكلمات الثنائية والثلاثية... وهنا نشير إلى أن أحرف الاسم لا تزيد على سبعة نحو "استغفار": ولا أحرف الفعل على ستة نحو "استغفر" ولا أحرف الحرف على خمسة نحو: "لكن" باعتبارها مشددة النون وثابتة الألف بعد اللام. (لاكنن).
ثم إن الكلمة قبل تركيبها في جملة لا تكون معربة ولا مبنية فلا يصح الحكم عليها بالبناء أو الإعراب إلا بمعد وضعها في جملة. والكلمة قبل تركيبها في جملة يكون لها "معنى جزئي" مثل: عين – درس – قم... أما إذا ركبت مع غيرها صار لها معنى المركب. لذلك لا يقال عن الكلمة الواحدة أنها تامة الفائدة.
فمما تقدم نفهم أن الكلمة هي اللفظة الواحدة التي تتركب من بعض الحروف الهجائية وتدل على معنى جزئي أي "مفرد". 
إضافة يقول أهل اللغة أن "الكلمة" هي مفرد "الكلم" لكنها تستعمل أحيانا بمعنى الكلام المفيد من قبيل إطلاق الجزء على الكل كقولنا في "لا إله إلا الله" كلمة التوحيد،. وقولنا: "ألقى الطالب كلمة رائعة هزت قلوب السامعين". ومثل قولنا: اسمع مني كلمة غالية وهي:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فلطالما استعمل الإنسان إحسان


فـالمراد بالكلمة في كل هذا هو "الكلام".

2- الكلام

تعريف الكلام: الكلام هو: ما تركب من كلمتين أو أكثر، وله معنى مفيد مستقل، فلكي يكون الكلام كلاما لابد فيه من التركيب أولا ثم الإفادة ثانية: مثل: أقبل زيد – طلع القمر... فإذا قلنا مثلا: أقبل – طلع... فقط لم يكن هذا كلاما، لأنه غير مركب، ولو قلنا: أقبل البارحة. لم يكن هذا كلام، لأنه غير مفيد إفادة يكتفي بها السامع والمتكلم على الرغم من أنه مركب.
إذن نعود إلى القول فنؤكد على أن الكلام ما تركب من كلمتين أو أكثر ولا يشترط في الكلمتين أن تكونا ظاهرتين في النطق. بل يكفي أن تكون إحداهما ظاهرة والأخرى مستترة مثل قولنا: أُخْرُجْ – تَقَدَّمْ -  تَمَهَّلْ – اِسْمَعْ... فهذا الكلام مركب من كلمتين أولاهما "تقدم" وهي فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.

3- الكلم

تعريف الكلم: الكلم هو: ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر سواء أكان لها معنى مفيد أم لم يكن، فـالكلم المفيد هو مثل قولنا: درس النحو مفيد والكلم غير المفيد مثل: إن تجتهد...

4- القول

تعريف القول: ويسمى أيضا اللفظ، وهو كل ما يتلفظ به الإنسان، سواء أكان لفظا مفردا أم مركبا، مفيدا أم غير مفيد، فهو يشمل الكلام والكلم والكلمة، فكل نوع من هذه الثلاثة يسمى قولا لأن القول أشمل وأوسع.
انطلاقا مما سبق نقول: إن كل تركيب مركب من كلمتين من غير إفادة تامة مثل: إن تجتهد – ليس محمد - ... يسمى قولا ولا يصح أن يسمى كلاما لأنه غير مفيد ولا كَلِماً لأنه مكون من كلمتين فقط، ولا كلمة لأنه أكثر من لفظة واحدة.
يستفاد من هذا كذلك أن القول أعم وأشمل لتلك الأنواع الثلاثة عموما مطلقا، أما كل نوع من تلك الثلاثة فهو أخص خصوصا مطلقا مثل: 
كتب: هي كلمة ويصح أن تسمى قولا.
كتب علي: وهو كلام ويصح أن يسمى قولا وكذلك كل جملة مفيدة مستقلة بمعناها مكون من كلمتين.
قد كتب صباحا: وهو كلم ويصح أن يسمى قولا وكذلك كل تركيب مركب من ثلاث كلمات فأكثر دون إفادة.
كتب علي صباحا: وهو كلم، ويصح أن يسمى قولا، وكذلك كل تركيب مركب من ثلاث كلمات فأكثر مع الإفادة.
فكل تركيب مركب من ثلاث كلمات فأكثر مفيدة إفادة تامة يصح أن نسميه كلما وكلاما لأنه مركب من أكثر من ثلاث كلمات ومفيد في نفس الوقت.
ثم إن الكلم يكون أحيانا أعم وأشمل من الكلام  لأن يشمل كل تركيب مركب من ثلاث كلمات فأكثر سواء أفادت أم لم تفد، أما الكلام فلابد فيه من شرط الإفادة لأنه لا ينطبق إلا على المفيد.
وأحيانا أخرى نجد أن الكلام أعم وأشمل من الكلم، لأنه ينطبق على نوع لا ينطبق عليه الكلم، كالنوع الذي يتركب من كلمتين مفيدتين، بمعنى أن الكلم أعم من جهة المعنى لأنه يشمل المفيد وغير المفيد، وأخص من جهة اللفظ لأنه لا يشمل اللفظ المركب من كلمتين.
أما الكلام فهو أعم من جهة اللفظ، لأنه يشمل المركب من كلمتين فأكثر، وأخص من جهة المعنى لأنه لا يشمل إلا المفيد.
إذن يفهم مما سبق أن كلا من الكلام والكلم يجتمعان في كل ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر وأفاد، وينفرد الكلام في كل ما تركب من كلمتين وأفاد، وينفرد الكلم في كل ما تركب من ثلاث كلمات ولم يفد.
توضيح
إن لفظ "الكلم" هو جمع للفظ "كلمة"، فالأول جمع والثاني مفرد، وهذا المفرد نصل إليه بزيادة تاء التأنيث في آخر جمعه، ويسمى هذا الجمع اسم جنس جمعي، فهو لفظ معناه معنى الجمع، وإذا زيدت على آخره تاء صار مفردا، أو هو ما يفرق بينه وبين مفرده بالتاء ومن أمثل ذلك: تفاح = تفاحة – زبيب = زبيبة – نخل = نخلة – ثمر = ثمرة – عنب = عنبة...
هذا نوع، وهناك نوع يفرق بينه وبين مفرده بالياء مثل: عرب = عربي – ترك = تركي – أفغان = أفغاني - مجوس = مجرسي ...
وقد لخص ابن مالك في ألفيته ما سبق بقوله:

كلا منا لفظ مفيد كاستقم
و(اسم) و(فعل) ثم(حرف): الكلم
واحده: "كلمة" و"القول" عم
وكلمة بها كلام قد يؤم


يريد أن الكلام عند النحاة هو اللفظ المفيد (ولا يكون مفيدا إلا إذا كان مركبا؛ كاستقم) والكلم ثلاث أقسام، اسم، فعل، وحرف، وواحده "كلمة" والقول يشمل بمعناه كل الأقسام؛ (كلمة عمْ وأصلها عَمَّ فعل ماضي)، والكلمة قد يؤم بها الكلام أي يقصد اطلاعها على الكلام بمعناه الذي سبق.

تمثيل للكلمة بمعنى الكلام

قال رسول الله (ص): أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: وهي قوله: 
ألا كل شيء ما خلا الله باطل...
وكل نعيم لا محالة زائل...
وكقولنا: كلمة الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وهذه أمثلة من باب تسمية الشيء باسم بعضه كتسمية القصيدة بالقافية ومثالها قول الشاعر: 
وكم علّمته نظم القوافي...
فلمّا قال قافية هجاني...
ومثالها قول الله تعالى: }وكلمة الله هي العليا{ سورة التوبة، آية: 40.
وقوله أيضا: }وألزمهم كلمة التقوى{ سورة الفتح، آية: 26. وقوله تعالى: }وجعلها كلمة باقية في عقبه{ الزخرف، آية: 28.
وكقوله تعالى: }تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم{ آل عمران، آية: 64.
يزعم بعض النحاة منهم ابن طلحة أن الكلمة الواحدة قد تكون كلاما إذا قامت مقام الكلام مثل (نعم) و(لا) في الجواب.

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم