القصر: التعريف | طرق القصر


القصر في اللغة العربية | التعريف | طرق القصر

تعريف القصر لغة واصطلاحا

القصر لغة الحبس، وجاء في القرآن الكريم: (حور مقصورات في الخيام)، (وعندهم قاصرات الطرف أتراب).
قال الفرّاء: "قد قصرن أنفسهن على أزواجهن فلم يطمحن إلى غيرهم".

القصر في الاصطلاح هو: إثبات الحكم للمذكور في الكلام ونفيه عما عداه. أو هو: تخصيص أمر بأمر بإحدى الطرق الآتية، والتعريف الثاني أصح لشمول لأول لقولك محمد مقصور على القيام، وذلك لا يسمى قصرا اصطلاحا.
فإذا قلنا: ما سافر إلا علي. استفيد من ذلك تخصيص السفر بعلي ونفيه عن غيره ممن يظن فيه ذلك، فما قبل (إلا) مقصور وما بعدها مقصور عليه (ما وإلّا) طريق القصر.

طرق القصر

طرق القصر والاختصاص كثيرة أوصلها الإمام السيوطي في كتابه الإتقان إلى أربعة عشر طريقا -منها: التصريح بلفظ: وحده، أو: لا غير، أو: فقط، أو بمادة الاختصاص أو بـمادة القصر- وكل هذه ليست من الطرق الاصطلاحية.


أشهر طرق القصر ستة


1- توسط ضمير الفصل

مثال: كليم الله هو موسى.

2- تعريف المسند بأل

مثال: خير الزّاد التقوى.

3- النفي والاستثناء

مثال: ما شجاع إلا عليّ.

4- دخول إنما

مثال: إنما الشجاع علي.

5- العطف بـ: لا، بل، لكن

- لا
مثال: عليّ شجاع لا خالد
- بل
مثال: ما خالد شجاع بل عليّ
- لكن
مثال: ما خالد شجاع لكن علي

6- تقديم ما حقه التأخير

مثال: بالشجاعة يفوز عليّ.

وطرق القصر تفترق من وجوه
1- أن القديم يدل على القصر بمفهوم الكلام، فإن صاحب الذّوق السليم إذا تأمل في كلام فيه التقديم، فهم منه القصر والاختصاص وإن لم يعرف اصطلاح البلغاء في ذلك، والثلاثة الباقية بالوضع اللغوي، لأن الواضع وضعها لتفيد ذلك.
2- أن الأصل أن ينص في العطف على المثبت والمنفي معا فلا يترك ذلك إلا خوف التطويل كما إذا قيل محمد يعلم الطب والهندسة والجبر والفلك، أو محمد بعلم الكيمياء، وإبراهيم وخالد إلى آخره، فتقول فيهما: محمد يعرف الكيمياء لا غير أي لا الطب ولا الهندسة إلى آخره في المثال الأول، ولا إبراهيم ولا خالد في المثال الثاني. وينص في الثلاثة الباقية على المثبت فقط.
3- أن النفي بلا العاطفة لا يجتمع مع النفي والاستثناء، فلا تقول ما محمد إلا مجتهد لا كسل، لأن شرط جواز النفي بلا أن يكون ما قبلها منفيا بغيرها... ويجتمع مع إنما والتقديم فتقول إنما محمد مجتهد لا كسلان، وهو يجتهد لا عليّ لأن النفي فيهما غير مصرح به، بل المصرح به هو الإثبات، فلا يصح تأكيد ما تضمناه والنفي بلا، بخلاف (ما وإلا) فإنه قد صرح فيهما بالنفي، والنفي الصريح ليس كالنفي الضمني. 
تنبيه: لا يحسن العطف بعد إنما إذا كان الوصف مختصا بالموصوف كالتذكر الذي يعلم أنه لا يكون إلا من أولي الألباب، فلا يحسن أن تقول: إنما يتذكر أولو الألباب لا الجهّال، كما يحسن أن تقول: إنما يجيء محمد لا علي.
4- أن الأصل في النفي والاستثناء أن يكون لأمر ينكره المخاطب أو يشك فيه أو لما هو منزل هذه المنزلة. -بيان ذلك أنك لا تقول: ما هو إلا مخطئ إلا لمن ينكر أن يكون الأمر على ما قلت، وإذا رأيت شبحا من بعد فقلت ما هو إلا علي، لم تقله إلا والمخاطب يتوهم أنه ليس بعليّ.
وأما ما هو منزل هذه المنزلة فكقوله تعالى: (وما محمد إلا رسول) أي مقصور على الرسالة لا يتعداها إلا التبري والتباعد عن الهلاك، نزل استفظاعهم هلاكه وشدة حرصهم على بقائه منزلة إنكارهم ذلك.
5- أن الأصل في إنما أن تجيء لأمر من شأنه ألا يجهله المخاطب ولا ينكره وإنما يراد تنبيهه فقط، أو لما هو منزل هذه المنزلة.
6- ل(أنما) مزية على العطف وهي أن يعقل منها إثبات الفعل للشيء ونفيه عن غيره دفعة واحدة، بخلاف العطف فإنه يفهم منه أولا الإثبات ثم النفي، نحو: محمد قائم لا قاعد، أو بالعكس، نحو: ما محمد قائما بل قاعد.

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم