قَوَاعِدُ مَعْرِفَةِ أَصْلِ الأَلِفِ المُنْقَلِبَةِ | عَنْ وَاوٍ | عَنْ يَاءٍ


معرفة أصل الألف المنقلبة عن واو أو ياء

     الألف الواقعة في آخر الفعل الثلاثي، إمّا أن تكون منقلبة عن واو، مثل (غزا) أصلها (غزَوَ)، وإمّا أن تكون منقلبة عن ياء، مثل (رَمَى) أصلها (رمَيَ).


 كيف نعرف أصل الألف الواقعة في آخر الفعل الثلاثي، انّها منقلبة عن الواو أو الياء؟

هناك قواعد عدّة لـمعرفة أصل الألف، أنها منقلبة عن واو أو ياء في الفعل الثلاثي،  والتي هي:

  1. تحويل الماضي الثلاثي إلى الفعل المضارع
  2. الرجوع إلى مصدر الفعل
  3. اتصال الفعل الثلاثي بضمير رفع متحرّك
  4. اتصال ضمير ألف الاثنين بالفعل الماضي الثلاثي المختوم بالألف
  5. صياغة اسم المفعول للفعل الثلاثي المختوم بالألف

القاعدة الأولى: تحويل الماضي الثلاثي إلى الفعل المضارع

     نعرف أصل الألف أنّها منقلبة عن واو أو ياء، من خلال تحويل الماضي الثلاثي إلى الفعل المضارع، فأغلب الأفعال الماضية التي تنتهي بألف، يرجع فيها الألف إلى أصله الواو أو الياء عند  تحويل الماضي إلى صيغة المضارع.

والألف الممدودة (ا) الواقعة في نهاية الماضي الثلاثي يكون أصلها واوا، لذلك ترجع الألف إلى أصلها الواو في الفعل المضارع، والألف المقصورة (ى) الواقعة في نهاية الفعل الماضي الثلاثي يكون أصلها ياء، لذلك ترجع الألف إلى أصلها الياء في صيغة المضارع.

  توضيح ذلك:

الفعل (غزا) كتبنا ألفه ممدودة (ا)، لأنّ أصل الألف واو (غزو)، وعرفنا ذلك من خلال مضارع الفعل (غزا)، فـالألف في الفعل (غزا) رجعت إلى أصلها الواو في الفعل المضارع، والمضارع هو (يغزو)، ومثله الفعل (دعا) كتبت فيه الألف ألفا ممدودة، لأنّها منقلبة عن واو (دعو)، وعرفنا ذلك من خلال الفعل المضارع للفعل الماضي (دعا)، والفعل المضارع هو (يدعو)...

  ومثل هذه الأفعال (تلا يتلو، خطا يخطو، كبا يكبو، حذا يحذو، علا يعلو، دنا يدنو، سما يسمو، رنا يرنو) … 

وأمّا الفعل (رمى) فقد كتبنا ألفه مقصورة (ى)، لأنّ أصل الألف ياء (رمي)، وعرفنا ذلك من خلال مضارع الفعل (رمى)، فـالألف في الفعل (رمى) رجعت إلى أصلها الياء في الفعل المضارع، والمضارع هو (يرمي)، ومثله الفعل (طوى) كتبت فيه الألف ألفا مقصورة، لأنّها منقلبة عن ياء (طوي)، وعرفنا ذلك من خلال الفعل المضارع للفعل الماضي (طوى)، والفعل المضارع هو (يطوي)… 

ومثل هذه الأفعال (أتى يأتي، عصى يعصي، بغى يبغي، هدى يهدي، حوى يحوي، أوى يأوي) … 

ولكن هناك أفعال ماضية تنتهي بـالألف، إذا حولناها إلى المضارع لنعرف أصل الألف فيها، فإنّنا لا نعرف أصل الألف، لأنّ الألف لا ترجع إلى أصلها في المضارع، فتبقى الألف في الماضي والمضارع، مثل الفعل (سعى يسعى)، فهناك طريق آخر لمعرفة أصل الألف، هل هو واو أو ياء.


القاعدة الثانية: الرجوع إلى مصدر الفعل

ومن الطرق لمعرفة أصل الألف المنقلبة عن واو أو ياء، الرجوع إلى مصدر الفعل، فقد ترجع الألف الواقعة في نهاية الفعل الماضي إلى أصلها الواو أو الياء، إذا رجعنا إلى مصدر ذلك الفعل، فإذا كان مصدر الفعل مختوما بـالواو، كتبت الألف في فعل المصدر ممدودة (ا)، وإذا كان مصدر الفعل مختوما بالياء، كتبت الألف في فعل المصدر مقصورة (ى) … 

توضيح ذلك:

الفعل (علا) كتبنا ألفه ممدودة (ا)، لأن أصل الألف فيه منقلبة عن واو (علَوَ)، وعرفنا ذلك عن طريق مصدر الفعل، لأن الألف رجعت إلى أصلها الواو في المصدر، ومصدر الفعل (علا) هو (العُلُو)، ومثله مصدر الفعل (غزا) هو (الغزو)، ومصدر الفعل (سما) هو (السمو) … 

وأمّا الفعل (سعى) فقد كتبنا ألفه مقصورة (ى)، لأنّ أصل الألف فيه منقلبة عن ياء (سعَيَ)، وعرفنا ذلك عن طريق مصدر الفعل، لأنّ الألف رجعت إلى أصلها الياء في المصدر، ومصدر الفعل (سعى) هو (السعي)، ومثله مصدر الفعل (رمى) هو (الرمي)، ومصدر الفعل (مشى) هو المشي، ومصدر الفعل (بغى) هو (البغي) … 


القاعدة الثالثة: اتصال الفعل الثلاثي بضمير رفع متحرك

يمكن معرفة أصل الألف الواقعة في نهاية الفعل الثلاثي من خلال اتصاله بضمير رفع متحرك، والمقصود من ضمير الرفع المتحرك تاء الفاعل ونون النسوة والضمير (نا) الفاعلين، فإذا اتصل ضمير الرفع المتحرك بالفعل الثلاثي المختوم بـالألف، رجعت الألف إلى أصلها، فإذا تحولت الألف ياء في الفعل حين اتصال ضمير الرفع المتحرك به، كتبنا الألف مقصورة (ى) في الفعل في حالة عدم اتصال الضمير بالفعل، وإذا تحولت الألفُ واواً في الفعل حين اتصال ضمير الرفع المتحرك، كتبنا الألف (ا) ممدودة في الفعل في حالة عدم اتصال الضمير بالفعل … 

توضيح ذلك:

الفعل (سعى) كتبت الألف مقصورة بشكل ياء من غير نقط (ى) فيه، لأنّ أصل الألف ياء في الفعل (سعَيَ)، والألف في نهاية الفعل الثلاثي إذا كان أصلها ياء، كتبت مقصورة، وعرفنا ذلك من خلال الإسناد إلى الضمير، أي إذا أسندنا الفعل (سعى) إلى ضمير الرفع المتحرك، سترجع الألف إلى أصلها الذي هو الياء، فتقول في حالة اتصال الضمير (سعيْتُ، سعيْنَ، سعيْنَا) … 

وعلى منوال الفعل (سعى) الأفعال (رمَى، مشى، جرى، بغى، عصى)، تقول فيها حين الإسناد إلى الضمير (رميْتُ رميْنَ رميَنا، مشيْتْ مشيْنَ مشيْنَا، جريْتُ جريْنَ جريْنَا، بغيْتُ بغيْنَ بغيْنا، عصيْتُ عصيْنَ عصيْنَا) … 

وأمّا الفعل (تلا) فقد كتبت ألفه ممدودة (ا)، لأنّ أصل الألف واو (تلَوَ)، والألف في نهاية الفعل الثلاثي إذا كان أصلها واوا، كتبت ممدودة، وعرفنا ذلك من خلال الإسناد إلى الضمير، أي إذا أسندنا الفعل (تلا) إلى ضمير الرفع المتحرك، سترجع الألف إلى أصلها الذي هو الواو، فتقول في حالة اتصال الضمير (تلوْتُ، تلوْنَ، تلوْنَا) … 

وعلى منوال الفعل (تلا) الأفعال (علا، سما، دنا، صحا، خطا)، تقول فيها حين الإسناد إلى الضمير (علوْتُ علوْنَ علوْنَا، سموْتُ سموْنَ سموْنَا، دنوْتُ دنوْنَ دنوْنَا، صحوْتُ صحوْنَ صحوْنَا، خطوْتُ خطوْنَ خطوْنَا) … 


القاعدة الرابعة: اتصال الضمير ألف الاثنين بالفعل الماضي الثلاثي المختوم بالألف

ترجع الألف إلى أصلها الواو أو الياء إذا اتصل الضمير ألف الاثنين بالفعل الماضي الثلاثي المختوم بالألف، كتبت الألف مقصورة (ى) في الفعل إذا كان أصلها ياء، وتكتب ممدودة (ا) في الفعل إذا كان أصلها واو، ومعرفة الأصل للألف تكون من خلال اتصال الضمير ألف الاثنين بالفعل، لأنّ الألف الواقعة في نهاية الفعل الثلاثي ترجع إلى أصلها الواو أو الياء إذا اتصل بالفعل الضمير ألف الاثنين … 

 توضيح ذلك:

الفعل (غزا) كتبنا الألف فيه ممدودة (ا)، لانّ أصل الألف فيه واو (غزَوَ)، والفعل إذا كان أصل الألف واوا فيه، كتبت الألف في الفعل ممدودة، وعرفنا ذلك من خلال اتصال الضمير ألف الاثنين بالفعل (غزا)، فتقول حين اتصال الضمير فيه (غزوا)، فرجعت الالف الموجودة في نهاية الفعل (غزا) إلى أصلها الواو بعد اتصال الضمير ألف الاثنين به، لذلك كتبنا الألف ممدودة في الفعل (غزا) … 

وعلى طريقة الفعل (غزا) الأفعال (علا علوَا، سما سموَا، دنا دنوَا، صحا صحوَا، خطا خطوَا) … 

وأمّا الفعل (رَمَى) فقد كتبنا ألفه مقصورة بشكل ياء من غير نقط (ى)، لأنّ أصل الألف فيه ياء (رمَيَ)، والفعل إذا كان أصل الألف فيه ياء، كتبت الألف في الفعل مقصورة، وعرفنا ذلك من خلال اتصال الضمير ألف الاثنين بالفعل (رمى)، فتقول حين اتصال الضمير فيه (رميَا)، فرجعت الألف الموجودة في نهاية الفعل (رمى) إلى أصلها الياء بعد اتصال الضمير ألف الاثنين فيه، لذلك كتبنا الألف مقصورة في الفعل (رمى) … 

وعلى طريقة الفعل (رمى) الأفعال (سعى سعيَا، عصى عصيَا، مشى مشيَا، جرى جريَا، بغى بغيَا) … 


القاعدة الخامسة: صياغة اسم المفعول للفعل الثلاثي المختوم بالألف

ترجع الألف الواقعة في نهاية الفعل الثلاثي إلى أصلها الواو أو الياء من خلال صياغة اسم المفعول للفعل الثلاثي المختوم بـالألف، فإذا رجعت الالف إلى أصلها الواو في اسم المفعول، كتبنا الألف ممدودة (ا) في الفعل، وإذا رجعت الألف إلى أصلها الياء في اسم المفعول، كتبنا الألف مقصورة بشكل الياء من غير نقط (ى) … 

      توضيح ذلك:

الأفعال (غزا، دعا، رجا) كتبت الألف فيها ممدودة، لأنّ أصل الألف فيها واو، وعرفنا ذلك من خلال صياغة اسم المفعول من هذه الأفعال، فـالألف الموجودة في نهاية الفعل الثلاثي، رجعت إلى أصلها الواو في اسم المفعول المصاغ من هذه الأفعال، واسم المفعول من هذه الأفعال هو (مَغْزُوٌّ، مَرْجُوٌّ، مَدْعُوٌّ) … 

والأفعال (نهى، رمى، طوى) كتبت الألف فيها مقصورة لأنّ أصل الألف فيها ياء، وعرفنا ذلك من خلال صياغة اسم المفعول من هذه الأفعال، فـالألف الموجودة في نهاية الفعل الثلاثي، رجعت إلى أصلها الياء في اسم المفعول المصاغ من هذه الأفعال، واسم المفعول من هذه الأفعال هو (مَنْهِيٌّ، مَرْمِيٌّ، مَطْوِيٌّ) …

نرجو أن تكون قد أفادتك المقالة :-)

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم