كيفية اختيار موضوع لبحث جامعي؟ سؤال يُجيب عنه الأستاذ الدّكتور هشام تهتاه في الفيديو بعنوان "كيف تختار موضوع البحث"، وقد ساق فيه الدّكتور هشام تهتاه 13 طريقة رائعة ليختار الطّالب من خلالها موضوع بحث جامعيّ.
على هذه الصّفحة سيتمّ تقديم الأفكار التي طرحها الأستاذ الكريم، والتي تصلح لكثير من التّخصّصات، وخاصّة للعلوم الشّرعية والإنسانية والقانونية. وهي مجموعة من الطّرق، تساعد الطّالب على حسن اختيار البحث الجامعي، سواء أكان بحث إجازة أم بحث ماستر أم بحث دكتوراه.
full-width
13 طريقة لاختيار موضوع البحث الجامعي
في ما يلي ثلاث عشرة طريقة لاختيار موضوع لبحث جامعي حسن:
1- رصد أحداث المجتمع
يُمكن رصد الأحداث العظام في المجتمع، ومحاولة دراستها دراسة علمية دقيقة، لتكون موضوع البحث الجامعي، وهذا الأمر يحتاج إلى نباهة ويقظة وتأمّل وإلى أن يكون المرء من النّوع الذي ينظر ويتساءل، كيف؟ ولماذا؟ ما هو البديل؟ ألا يمكن تحسين هذا الوضع؟
2- مناقشة قضايا البرامج الثّقافية
متابعة القضايا الكبرى على البرامج الإعلامية الثّقافية، وخاصّة تلك البرامج الحوارية التي هي في شكل مناظرات، أي تلك التي تناقش قضايا خلافية مختارة، فقهية أو قانونية أو اجتماعية أو فلسفية أو أدبية أو نفسية أو تاريخية أو اجتماعية، يُمكن اختيار موضوع بحث مناسب منها، لأنه في هذه الحلقات، تجد كلّ طرف مستمسكا برأيه، يحشد الحُجج، ويسوق الشّواهد من أجل تقوية رأيه.
فأنت إذا تختار هذه القضية يجب أن تفصّل/ي القول فيها، وأن تعرض/ي حجج الطّرفين، وأن تقارن/ي وتنتقد/ي وتقدّم/ي البديل إذا أمكنك.
3- المواضيع الأكثر جدلا في وسائل التّواصل الإجتماعي
رصد المواضيع الأكثر جدلا في وسائل التّواصل الاجتماعي (Facebook, Twitter...) وغيرها، كمثل قضايا السّلم الدّولي والمشكلات التي هي -الآن- واقعة بين المملكة المغربية وجارتها الجزائر وتدخّل فرنسا على الخطّ، ومشكلة أنبوب الغاز النيجيري، كذلك أيضا الانتخابات، وما أفرزته من تأثيرات على سلوك المجتمع وعلى نفسيّات المواطنين، وكذلك الفتاوى الشّاذة التي نسمعها في تسجيلات تروج على مواقع التّواصل الاجتماعي، وهي فتاوى تهدم، ليس لها من ضوابطَ، وهي التي سمّاها الفقهاء القدماء بـ"الفتاوى الشّيطانية اللّيطانية"، من الممكن أن تكون من المواضيع المختارة للبحث الجامعي.
4- المواضيع الأكثر مناقشة في الجرائد اليومية
رصد الموضوعات الأكثر ورودا ومناقشة على الجرائد اليومية، من أجل تعميق القول فيها وتفصيلها وإخراجها للنّاس في شكل موضوع، أي في شكل بحث يخضع لقواعد البحث والكتابة الأكاديميين، واستخدامها كـموضوع لبحث جامعي.
5- المشكلات المعرفية المثارة في الفصل
من الممكن اختيار موضوع مناسب للبحث الجامعي من خلال محاولة رصد تلك المشكلات المعرفية والمنهجية التي يثيرها الأستاذ أو الطّالب داخل الفصل، والجميل في هذه المشكلات أنّها تأتي بشكل عفوي، وهذا يدلّ على مصداقيّتها، وعلى صلاحيّتها لأن تكون بحثا علميا، لأنّها ما أُثيرت واختلفت الأقوال فيها، إلا لأنّها مسألة ذات شعاب تحتاج إلى النّظر والتّرجيح والتّمثيل والتّنزيل وما إلى ذلك من مداخل البحث الأكاديمي.
6- متابعة إصدارات العلمية المتخصّصة
متابعة الإصدارات المتخصّصة -لا يُقصد بهذا الكتب العامّة بشكل سطحي وإنّما الإصدارات العلمية المتخصّصة- هذه الإصدارات من كتب أو مجلّات أو دوريّات تسعف الطّالب على تصيّد بعض الموضوعات العلمية التي تصلح أن تكون موضوعا لرسالة بحث التّخرّج في الإجازة أو الماستر أو الدّكتوراه.
7- متابعة المذكّرات الوزارية
اختيار موضوع لبحث جامعي عن طريق متابعة المذكّرات الوزارية، هذه المذكّرات كثيرا ما تنبه إلى موضوعات دقيقة لأنّها في حقيقة الأمر، إنّما تأتي استجابة لمشكل فرض نفسه، فتأتي تلك المذكّرة من أجل تنظيمه، ومن أجل أن تقترح له بعض المخارج، فإذن يُمكنك أن ترجع بالمسألة إلى جذورها، وأن تفرش الأقوال فيها، وأن تبيّن مغزاها ومؤدّاها، وأن تناقش تلك المذكّرة في مقترحها، وهل هي صالحة؟ وهل صلاحُها دائم؟ وما هي البدائل المرجوّة؟ وغير ذلك من الجزئيّات التي يُمكن أن تكوّن بحثا موضوعيا، واقعيا، ومثمرا.
8- ما يصدر عن المنظّمات والهيآت الحقوقية
رصد ما يصدر عن المنظّمات والهيآت الحقوقية، الدّولية أو الوطنية، لأنّها تثير قضايا السّاعة، قضايا مهمّة جدّا، في الطّفولة، في قضايا المرأة، في قضايا الحرية الفردية، قضايا اللاجئين. فهذه الأشياء يُمكن مناقشتها من وجهات نظر متعدّدة واستخدامها كموضوع بحث جامعي، بأن تستجلب لها أقوال الشّرع ثم تأويلات الفقهاء ومقتضيات النّصوص القانونية والتّأمّلات الفلسفية والدّراسات السّوسيولوجية والنّفسية.
9- متابعة جلسات المؤتمرات والنّدوات العلمية
متابعة جلسات المؤتمرات والنّدوات العلمية المتخصّصة، وهذا تحتاج أيضا إلى صبر، صبر المكوث، وصبر الاستماع، والوعي والتّفهّم والتّقييد، مع صبر آخر، وهو الصّبر على قراءة وتأمّل التّوصيّات التي تخرج بها هذه النّدوات والمؤتمرات. والتي من الممكن اختيارها كموضوع بحث جامعي.
10- تتبع موضوعات الرسائل الاكاديمية في تخصص آخر
تتبع الموضوعات العلمية التي تناقشها الرّسائل الأكاديمية في غير تخصّصك. نعم. فإن كنت طالبة أو طالبا في علم الاجتماع فانظر/ي إلى ما يُناقش في السّاحة الفقهية، وإن كنت طالبة أو طالبا من العلوم الشّرعية فضع/ي بصرك على ما يُناقَش في الرّسائل القانونية، وإن كنت مهتمّا/ة بالقانون فلا تغفل/ي عن ما يقوله الباحثون في ساحة العلوم الشّرعية وكذلك الاجتماعية والنّفسية والتّاريخية. فالذي يمشي بتخصص علمي واحد كمن يمشي بشكل أعرج أو كمن ينظر بعين واحدة .
11- القراءة العلمية لدراسات التّخصص
القراءة العلمية الفاحصة النّقدية للدّراسات العلمية التي تُكتَبُ في تخصّصك أو غير تخصّصك، لكن بشرطين:
- العلم.
- الإنصاف.
ويدخل في هذا المجال قراءة وتتبع ما يكتبه المستشرقون عن الثّقافة الإسلامية، أو ما يكتبه المستغربون عن الثّقافة الغربية، وكلّ ذلك بالعلم والإنصاف.
12- استقراء بيبليوغرافيا الكتب
استقراء وتتبع وفحص بيبليوغرافيا الكتب، لا بأس أن تخصّص/ي وقتا لزيارة بعض المكتبات العامّة أو الخاصّة، وأقلّ ما تقنع/ين به أن تزور/ي وكتبة كلّيّتك العامِرة فتنظر في لوائح الكتب وقوائم المجلّات التي تحويها رفوف هذه الكليّة، ولا شكّ أن بعض عناوين تلك الكتب سيوحي لك بفكرة بحث، فاحرص/ي على التّأمّل.
13- استشارة محبّي الكتب
وهي طريقة عامّة تصلح لكل مجال أو تخصّص علمي، وهي الاستشارة مع مدمني القراءة، مع محبّي الكتب، مع روّاد المكتبات، هؤلاء الذين لا يشقى جليسهم، وخير جليس في الزّمان كتابُ.
نقلا عن الأستاذ الدّكتور هشام تهتاه
بقلم محمد الورياغلي | طالب بشعبة الدّراسات الإسلامية في جامعة عبد المالك السّعدي
عنوان ثانوي
كما قد يثير انتباهك أيضا الانتقال للآتي:
إرسال تعليق