د. واثق السعدون وتداعيات تفكك الإتحاد السوفييتي على القدرات العسكرية الروسية

مثَّل الإتحاد السوفييتي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 وحتى نهاية عقد الثمانينات من القرن المنصرم، القطب الموازن للولايات المتحدة الأمريكية، لامتلاكه عوامل القوة الإستراتيجية، كالمساحة الواسعة والمواقع الجغرافية المهمة إقليمياً وعالمياً، وعدد السكان، والقدرات العسكرية الجبارة، التقليدية والنووية، وكانت الخطط والتدابير الأمنية للغرب والولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب الباردة محكومة بحجم وإمكانات القدرات العسكرية السوفييتية بوصفها التهديد الأكبر والخطر الرئيس للغرب وأمريكا.

إذ ان الكثير من المراقبين في تلك الحقبة كانوا يعتقدون بأن القوة العسكرية السوفييتية قادرة على قهر جيوش الدول الأوروبية المجاورة لحدود الإتحاد السوفييتي، وبإمكانها حتى التفوق على الولايات المتحدة في مواجهة عالمية بين الشرق والغرب.


الدكتور واثق السعدون وتداعيات تفكك الإتحاد السوفييتي على القدرات العسكرية الروسية

لقد كان الاتحاد السوفيتي قوة عظمى إلى حد كبير لما له من قدرة على تحشيد قوة عسكرية هائلة (1).

ولكن فشل سياسات الإصلاح المتأخرة التي اتبعها آخر رئيس للاتحاد السوفييتي (ميخائيل غورباتشوف Gorbachev Mikhail 1985- 1991)، بهدف تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتردية داخل البلاد، وإعادة بناء المجتمع الاشتراكي، والتي عرفت بـ(البيريسترويكا) (2) أدى إلى زعزعة أوضاع الإتحاد السوفييتي، وفسح المجال لتصاعد الحراك السياسي والشعبي الذي ينشد التغيير.

تَداعِيَات تَفكُّك الإتّحَاد السُّوفيِيتِي


وفي خضم تلك الظروف أعلنت عدد من الجمهوريات السوفييتية إستقلالها، بينما استمرت شعوب باقي الجمهوريات بالمطالبة بالإستقلال.

مما دفع برؤساء ثلاث جمهوريات سوفييتية (روسيا الاتحادية، أوكرانيا، بيلاروسيا) إلى التوقيع في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 1991 على إتفاقية تنص على إنهاء وجود الاتحاد السوفييتي وإنشاء كومنولث الدول المستقلة، أو ما يدعى أيضاً رابطة الدول المستقلة، الذي توسع فيما بعد بانضمام معظم جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق – عدا جمهوريات البلطيق الثلاث (ليتوانيا، إستونيا، لاتفيا)- (3).

استقال غورباتشوف من منصبه في الخامس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر 1991، ونقل صلاحياته للرئيس الروسي آنذاك بوريس يلتسين (Eltsine Boris 1991- 1999) (4)، ونكس علم الاتحاد السوفييتي للمرة الأخيرة فوق الكرملين (القصر الرئاسي) في موسكو، وفي اليوم التالي أعلن مجلس جمهوريات الاتحاد السوفييتي الأعلى حل الاتحاد السوفييتي. وظهرت روسيا الإتحادية في اثر ذلك، بوصفها (وارثة الإتحاد السوفييتي الشرعية) من الناحية القانونية، وكونها أكبر جمهوريات كومنولث الدول المستقلة من حيث المساحة والسكان والناتج القومي والقوة العسكرية.

لذلك لم يتردد قادة دول الكومنولث في إعطاء روسيا الإتحادية مقعد الاتحاد السوفييتي السابق في مجلس الأمن، فضلاً عن تخويل رئيس روسيا الإتحادية صلاحية التحكّم في شفرة إطلاق الأسلحة النووية، بشرط عدم إستعمال تلك الأسلحة إلا بموافقة باقي الدول النووية التي هي كازاخستان وبيلاروسيا وأوكرانيا، وبعد التشاور مع باقي أعضاء الكومنولث (5).

مرت روسيا الاتحادية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي بمراحل مختلفة من حيث توجهاتها السياسية، وتقييم المصالح الإستراتيجية. ففي المرحلة الأولى التي تحددت بالأعوام (1991- 1993) من حكم الرئيس يلتسين، تراجع اهتمام روسيا بمحيطها الإقليمي، الذي شمل رابطة الدول المستقلة ودول شرق أوروبا، بسبب إتباع يلتسين وأعضاء حكومته سياسة التقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، والتحالف معها إن أمكن.

فقد ذكر يلتسين في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الثاني/ يناير 1992:"ان القوى الغربية هي من حلفاء روسيا الطبيعيين". كما قدم الرئيس يلتسين عرضاً للإدارة الأمريكية خلال زيارته لأمريكا في شباط/ فبراير 1992، لبناء درعٍ صاروخيٍ مشتركٍ لحماية (العالم الحر) بالاعتماد على تكنولوجيا حرب النجوم الأمريكية والتكنولوجيا الروسية (6).

ولكن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، تبنوا في المرحلة نفسها، سياسة التوسع وتكثيف النشاطات الأمنية في جمهوريات الإتحاد السوفييتي السابق، وبخاصة المجاورة منها لروسيا الإتحادية، من خلال أجهزة حلف شمالي الأطلسي (NATO).

وقد ترافق هذا الأمر مع مجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية داخل روسيا الاتحادية، دفعت بالقيادة الروسية آنذاك لإعادة النظر في جميع سياساتها المتبعة، وكانت هذه المراجعة بمثابة نقطة تحول جديدة في الإستراتيجية الروسية بعد الحرب الباردة، تبلور فيها نمطاً آخراً في السياسة الخارجية الروسية، تمثل بزيادة الاهتمام بالمحيط الإقليمي، أو ما عرف بالتوجه الأوراسي، والذي بدأ مع نهاية عام 1993 واستمر حتى نهاية العام 1999 (7)، وهو تأريخ إستلام فلاديمير بوتين (Vladimir Putin) (8) السلطة في روسيا الإتحادية، لتدخل روسيا الإتحادية مرحلة تركزت جهود القيادة الروسية فيها على النمو الاقتصادي وإعادة النظر في طبيعة العلاقات مع الغرب وامريكا وإستعادة الهيبة الدولية لروسيا الإتحادية.

كان لهذه التطورات السياسية التي شهدتها روسيا الإتحادية بعد تفكك الإتحاد السوفييتي، تبعاتها على القدرات العسكرية الروسية، إذ تعرض الجيش الروسي خلال أعوام التحول تلك للكثير من التحديات الصعبة، والإختلالات الخطيرة في التسليح والتجهيز والتنظيم والتدريب، وحتى في الروح المعنوية.

فمن المشاكل الخطيرة التي برزت بعد إنهيار الإتحاد السوفييتي، والتي أثرت في القدرات العسكرية الروسية، هي الكيفية التي تم فيها تقاسم التركة السوفييتية من المعدات العسكرية، فبالرغم من عقد إتفاق بين بلدان رابطة الدول المستقلة حول هذه القضية في طشقند عاصمة أوزباكستان في 15 أيار/ مايو 1992، إلا أن أغلب دول الرابطة لم تلتزم بتنفيذ هذا الإتفاق بشكل جدي، فضلاً عن ترافق إثارة هذه المشكلة مع الضغوط الأمريكية والغربية على روسيا الإتحادية ومطالبتها بالالتزام بتنفيذ تعهدات الإتحاد السوفييتي (السابق) المنصوص عليها في معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا، المبرمة بين حلف وارشو وحلف شمالي الأطلسي في العام 1980، والتي قامت أمريكا والغرب بإجراء تفاهمات لاحقة مع روسيا الإتحادية في العام 1992 لتفعيلها وتحديد حصة الروس من تركة الإتحاد السوفييتي من الأسلحة التقليدية – انظر الجدول التالي-.

وفي تلك الأوقات لم يكن الروس في موقف يسمح لهم بالممانعة أو المماطلة (9).

جدول يوضح حصة روسيا الإتحادية من معدات الإتحاد السوفييتي (السابق) العسكرية، وفق معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا التي تم الإتفاق عليها بين حلف وارشو وحلف شمالي الأطلسي عام 1980، والتي تم تفعيلها في العام 1992.

حصة روسيا الإتحادية من معدات الإتحاد السوفييتي
المصدر:

Steven E. Miller، "Introduction: Moscow’s Military Power: Russia’s Search for Security in an Age of Transition"، p.6.
<mitpress.mit.edu/books/chapters/0262633051intro1.pdf>

تم تقليص ميزانية الجيش الروسي بعد تفكك الإتحاد السوفييتي بنحو الثلثين، فضلاً عن خفض ترسانته النووية طبقاً لاتفاقية (ستارت 2) التي وقعها يلتسين والرئيس الأمريكي جورج بوش الأب ( George Herbert Walker Bush 1989- 1993) في كانون الثاني/ يناير 1993 قبل انتهاء مدة رئاسة الأخير بأيام.

إضافة إلى سحب القوات الروسية وتفكيك القواعد العسكرية من جمهوريات الإتحاد السوفييتي السابق، ومن دول المعسكر الإشتراكي. وفضلاً عن الخسارة الإستراتيجية التي تعرضت لها روسيا الإتحادية بسبب إنسحاب قواتها من مواقع مهمة وحيوية لأمنها الإقليمي والدولي ولإدامة حركة قطعاتها البرية والبحرية والجوية، فأن جيوش تلك الجمهوريات قامت باحتجاز معظم الأسلحة والمعدات والآليات السوفييتية الصالحة على أراضيها، من أجل بناء جيوش وطنية على حساب الجيش السوفييتي الذي تم تفكيكه.

وقد وصف الجنرال بافل غراتشيف Grachev Pavel وزير الدفاع الروسي للمدة (1992- 1996) سلوكيات الدول المستقلة تجاه الترسانة العسكرية السوفييتية في تصريح له لصحيفة النجمة الحمراء (صحيفة الجيش الروسي) في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 1992، إذ قال: "لقد أخذوا كل شيء ولم يتركوا لنا سوى الحطام والمخلفات(01).

وقد ذكر الجنرال إيغور رودينوف Igor Rodionov وزير الدفاع الروسي للمدة (1996- 1997) واصفاً حال الجيش الروسي في تلك الأوقات: "لا توجد كتيبة واحدة في الجيش الروسي مستعدة للقتال"، وقال أيضاً: "لقد صارت السيطرة على الجيش تتجاوز قدرات القيادات المدنية والعسكرية في البلاد"، كما ذكر رودينوف: "ان الرئيس يلتسين تسبب في الفوضى التي عمت أجهزة الأمن القومي وأجهزة الحكومة؛ من خلال إنشاء مجالس ومناصب لا داعي لها في وزارة الدفاع" (11).

لقد ترتب على انهيار الإتحاد السوفييتي تشتت أسلحته النووية التكتيكية (التعبوية قصيرة ومتوسطة المدى) والإستراتيجية (السوقية بعيدة المدى) بين أربع جمهوريات؛ هي:

  1. روسيا الإتحادية.
  2. أوكرانيا.
  3. روسيا البيضاء (بيلاروسيا) في أوروبا.
  4. وكازاخستان في آسيا الوسطى.

وبالرغم من ان القسم الأعظم من هذه الأسلحة قد تركز في روسيا الإتحادية، إلا ان ذلك لم يمنع من نشوب خلاف بينها وبين أوكرانيا حول الأحقية الشرعية لما تبقى من هذه الأسلحة داخل أراضي أوكرانيا، فضلاً عن خلافاتهما حول عائدية أسطول البحر الأسود المتواجد في ميناء سيفاستوبول في إقليم شبه جزيرة القرم ذو الحكم الذاتي في أوكرانيا (21).

ومن الجدير بالذكر ان سبب عدم حدوث مثل هذه الخلافات لروسيا الإتحادية مع روسيا البيضاء أو مع كازاخستان، يرجع لاحتفاظ موسكو بحجم كبير من النفوذ والهيمنة على هذين البلدين.

لقد آلت الترسانة النووية الروسية في تلك الأوقات إلى وضع فقدت خلاله موسكو القدرة على تأمين الأموال اللازمة لإدامة وخزن وتجديد وتصليح تلك الأسلحة، الأمر الذي دعا روسيا الإتحادية إلى قبول المعونة الأمريكية المقدمة من أجل هذا الغرض وفق برنامج "خفض التهديد التعاوني Threat Reduction Cooperative " (13).

وافقت روسيا الإتحادية مرغمة وتحت وطأة الظروف الصعبة التي كانت تواجهها في الثاني والعشرين من حزيران/ يونيو عام 1994 على التوقيع في موسكو على اتفاقية التعاون العسكري مع حلف شمالي الأطلسي تحت مسمى برنامج "الشراكة من أجل السلام" الذي تضمن وقتها ثلاثة أبعاد أساسية:

  • البعد الأول هو تبادل المعلومات بين الجانبين الأطلسي والروسي على جميع المستويات الدفاعية.
  • البعد الثاني هو إجراء تدريبات ومناورات عسكرية مشتركة.
  • البعد الثالث في هذا البرنامج فهو تنفيذ عمليات حفظ سلام بالتنسيق والتعاون المشترك.

ولكن هذا البرنامج لم يكن يلبي المصالح الروسية لأنه لم يتضمن أحقية موسكو في الانضمام إلى حلف شمالي الأطلسي بصفة عضو كامل العضوية، كما أنه تعامل معها وكأنها دولة صغيرة مثل مالطا وغيرها من الدول التي وقعت على هذا البرنامج، فضلاً عن إنه جاء خالياً من أي تعهد أو إلتزام أطلسي بعدم التوسع في مجال روسيا الإتحادية الحيوي المتمثل في بلدان رابطة الدول المستقلة، سواء تلك الواقعة في أوروبا أو في آسيا الوسطى والقوقاز (14).

وقد كانت غاية الـحلف الأطلسي من هذا البرنامج الذي لم يكن جدياً وفعالاً في الكثير من أجزاءه ومراحله، هو تبديد مخاوف روسيا الإتحادية من النشاطات العسكرية للحلف الأطلسي في الدول التي كانت تابعة للإتحاد السوفييتي (السابق) والمعسكر الإشتراكي.

ولكن الروس لم يطمئنوا لهذا الخطر القادم حلف شمالي الأطلسي (15).

ولم يكن بوسع الجيش الروسي في تلك الأوقات سوى مراقبة اقتراب الحلف الأطلسي من الدول المستقلة في شرق أوربا والبلطيق، والشعور بالمرارة من جراء رصد وصول قوات أجنبية من دول أوروبا الغربية للمشاركة في حل النزاعات العرقية التي نشبت في الدول المستقلة في القوقاز وآسيا الوسطى وأوروبا الشرقية، وهي مناطق كان يعدها الجيش الروسي "خطوط حمراء" لأمن البلاد الإستراتيجي.

كما ان الهزيمة المفاجئة التي مني بها الجيش الروسي في حرب الشيشان الأولى (1994- 1996)، أدت إلى ترك (100.000) ضابط العمل في الجيش ووقوع عجز في الفنيين والضباط المتخصصين.

أما من بقى في المؤسسة العسكرية فقد عانى كثير منهم من تردى الأوضاع المعيشية. كما انتشرت عمليات الفساد والرشى وسرقة المعدات العسكرية وارتباط بعض العسكريين بالمافيات الروسية.

ولم يكن ذلك أمرا قابلاً للكتمان، فقد أعلن رئيس الوزراء الروسي ڤيكتور چرنوميردن Viktor Chernomyrdin في عام 1994 عن خطة جديدة لإيقاف السرقة والفساد في الجيش.

ومع تنامي هذه الأوضاع، بدأ الجيش الروسي يعيش حالة من الانقسام الداخلي بين ضباطه الذين عاشوا في تلك المدة في فئات طبقية، وساءت معاملة العسكريين لبعضهم البعض، ورفض بعضهم تنفيذ الأوامر العسكرية، وسجلت حالات هروب آلآف الأفراد من الجيش كل عام (16).


المبحث الأول من بحث الإستراتيجية العسكرية الروسية بعد الحرب الباردة المنشور في مجلة دراسات اقليمية, 2013, المجلد 10, العدد 32.

بقلم الدّكتور

واثق السعدون

مدير قسم الدراسات العربية في مركز أورسام لدراسات الشرق الأوسط في أنقرة ORSAM

يُمكنك المتابعة إلى الأهداف الإستراتيجية العسكرية الروسية بعد الحرب الباردة | الدكتور واثق السعدون

full-width

----------------

الهوامش والمصادر:

(1) Steven E. Miller, "Introduction: Moscow’s Military Power: Russia’s Search for Security in an Age of Transition", p.1.
<mitpress.mit.edu/books/chapters/0262633051intro1.pdf>

(2) البيريسترويكا: تعني إعادة البناء، أو كما ورد معناها في بعض معاجم اللغة الروسية فإنها تعني إعادة النظر في العقائد. وهي نهج سياسي أتبعه الزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، معتقداً بأنه الطريق الصحيح لإصلاح أوضاع الاتحاد السوفييتي المتردية آنذاك. ولمزيد من التفاصيل ينظر: ميخائيل غورباتشوف، البيريسترويكا، ترجمة: عباس خلف، المعرفة للنشر والتوزيع، (بغداد، 1990)، ص7.

(3) رابطة الدول المستقلة: هي رابطة تتكون من (12) دولة كانت تكون في السابق جمهوريات الاتحاد السوفييتي. وهذه الدول هي : ارمينيا، اذربيجان، جورجيا، روسيا البيضاء، كازاخستان، قرغيزستان، روسيا الاتحادية، مولدافيا، تركمانستان، طاجكستان، أوكرانيا، أوزبكستان. وعاصمة الرابطة هي مينسك في روسيا البيضاء. ينظر: أمجد جهاد عبدالله، التحولات الاستراتيجية في العلاقات الأمريكية- الروسية، ط1، دار المنهل اللبناني، (بيروت، 2011)، ص 90.

(4) بوريس يلتسن: أول رؤساء روسيا الاتحادية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ولد في1 شباط 1931 في مقاطعة سفيردلوفسك (يكاترينبورغ حاليا) في منطقة الأورال في روسيا، وأصبح في عام 1965 رئيسا لمصنع سفيردلوفسك للبناء الجاهز. التحق بصفوف الحزب الشيوعي في عام 1961، انتخب في عام 1968 رئيسا للجنة الحزبية الإقليمية للبناء في سفيردلوفسك. تم انتخابه في عام 1976 سكرتيرا اول للجنة الحزب الشيوعي في مدينة سفيردلوفسك عرف عنه الذكاء والتمرد والعصيان. تم انتخاب يلتسين رئيسا لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفييتية في 12 حزيران/ يونيو 1991 بأغلبية (57) ٪ من الأصوات، وأصبح أول رئيس منتخب شعبياً في التاريخ الروسي، كان موضع أمل الشعب الروسي المتطلع للحرية والديمقراطية والأهم من ذلك إلى مستوى معيشة أفضل، لكن مدة حكم يلتسين شهدت انتشار الفساد، وانهيار اقتصادي هائل، ومشاكل سياسية واجتماعية.استطاع يلتسين الفوز مرة أخرى في انتخابات عام 1996 وبقى في السلطة حتى نهاية عام 1999، حينما استقال من منصبة فجأة خلال خطاب رسمي أعتذر فيه عن عدم تحقيقه لأحلام الشعب الروسي ورشح فلاديمير بوتين خلفا له، توفي في موسكو في 23 نيسان/ أبريل 2007. ينظر: ماهر حسن، استقالة بوريس يلتسين، صحيفة المصري اليوم(المصرية)، ع(1296)، 31/ 12/ 2007.

(5) لمى مضر الإمارة، الإستراتيجية الروسية بعد الحرب الباردة وانعكاساتها على المنطقة العربية، سلسلة أطروحات الدكتوراه (73)، ط1، مركز دراسات الوحدة العربية، (بيروت، 2009)، ص ص 95-96.

(6)عبدالله، المصدر السابق، ص 96.

(7)R. Craig Nation, "Russian Security Strategy under Putin", Strategic Studies Institute, (USA, 2007), p 3.

(8) فلاديمير بوتين هو رئيس وزراء روسيا الاتحادية الحالي، ولد في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952 في مدينة سان بطرسبرغ، العاصمة الشمالية لروسيا الإتحادية، التحق بكلية الحقوق في جامعة لينينغراد، التحق عام 1975 بجهاز لجنة أمن الدولة السوفييتية (المخابرات كي جي بي)، أصبح في آب/ أغسطس 1999 رئيساً لوزراء روسيا الاتحادية وذلك باختيار من الرئيس بوريس يلتسين، وفي 31 كانون الأول/ ديسمبر 1999 تولى اختصاصات رئيس روسيا الاتحادية بالوكالة بعد استقالة الرئيس بوريس يلتسين، وانتخب في 26 آذار/ مارس 2000 رئيسا لروسيا الاتحادية، وأعيد انتخابه للرئاسة في 14 آذار/ مارس 2004، وفي 8 أيار/ مايو 2008 شغل منصب رئيس وزراء روسيا الاتحادية، ثم أعيد انتخابه رئيساً لروسيا الاتحادية في عام 2012. ينظر محمد عبد الرحمن يونس العبيدي و واثق محمد براك السعدون، دراسات في تاريخ القوقاز المعاصر، سلسلة شؤون إقليمية رقم (36)، ط1، مركز الدراسات الإقليمية بجامعة الموصل، (الموصل، 2011)، ص 72.

(9) Miller, Op.Cit., p.p 5,6.

(10) عاطف معتمد عبد الحميد، إستعادة روسيا مكانة القطب الدولي: أزمة الفترة الإنتقالية، سلسلة أوراق الجزيرة (12)، ط1، مركز الجزيرة للدراسات، (الدوحة، 2009)، ص 56.

(11) ستيفن بلاك، ((روسيا..تقييم إقليمي عام))، في إيرل تيلفورد وآخرون، (رؤية إستراتيجية عامة للأوضاع العالمية)، سلسلة دراسات عالمية، ع (13)، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، (أبوظبي، د.ت.)، ص 35.

(12) نزار إسماعيل الحيالي، دور حلف شمالي الأطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة، ط1، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، (أبو ظبي، 2003)، ص 107.

(13) الإمارة، المصدر السابق، ص 273.

(14) الحيالي، المصدر السابق، ص 100.

(15) موسى حمد القلاب، أدوار حلف الناتو الإقليمية ودوره المحتمل في منطقة الخليج، مركز الخليج للأبحاث، (دبي، 2005)، ص 20.

(16) عبد الحميد، المصدر السابق، ص ص 56، 57.

تاريخ آخر تعديل: فبراير 17، 2022

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم