التوابع الأربعة الأصيلة | النعت | التعريف | الأغراض | الأمثلة




التوابع الأربعة الأصيلة | النعت | التعريف | الأغراض | الأمثلة 

تعريف النعت

النعت، ويسمى أيضا الصفة أو الوصف، هو: تابع يكمل متبوعه أو سببي المتبوع، بمعنى جديد يناسب السياق ويحقق الغرض. وأشهر الأغراض الأساسية التي يفيدها النعت ما يأتي:

أغراض النعت

  • الإيضاح
  • التخصيص
  • مجرد المدح
  • مجرد الذم
  • الترحم
  • التوكيد

- الإيضاح

إن كان المتبوع معرفة، كقول شوقي في الرسول صلى الله عليه وسلم:

أشرق النور في العــوال لما
بشرتــــها بأحمد الأنبــاء
اليتيم، الأمي، والبشر المو
حى إليه العـلوم والأسماء
أشرف المرسلين، آيته النطـ
ـق مبينا وقومه الفصحاء

ونحو:
- فتح مصر عمرو بن العاص، الصائب رأيه، المحكم تدبيره.
فالكلمات التي تحتها خط نعوت توضح منعوتها المعرفة.

التخصيص

إن كان المتبوع نكرة، كقول الشاعر:

بني، إن البر شيء هين
وجه طليق، وكلام لين

ونحو:
- كم من كلمة خفيف وزنها، أودت بجماعة وفيرعددها.

مجرد المدح

كقولهم:
- من أراد من الملوك والولاة، أن يسعد أمته، ويقوي دولته فليسلك مسالك الخليفة العادل عمر بن الخطاب.
- رضي الله عن هذا الخليفة الشامل عدله، الرحيم قلبه.


مجرد الذم

مثل:
من أراد من الولاة أن يملأ النفوس حنقا، والقلوب بغضا فلينهج نهج والي الأمويين الحجاج بن يوسف، الطاغية.
- كان الحجاج الوالي القاسي قلبه، الطائش سيفه، الجامح هواه.


الترحم

نحو: 
- ما ذنب البائس الجريح قلبه يقسو عليه الزنيم، والطاهر المهيض جناحه يعذبه الشرير؟


التوكيد

مثل:
- أعجبت بخالد الواحدة عزيمته، الفريدة فكرته.
قد يتمم النعت الفائدة الأساسية بالاشتراك مع الخبر، مع أن الأصل في الخبر أن يتمم هذه الفائدة وحده. لكنه في بعض الأحيان لا يتممها إلا بمساعدة لفظ آخر كالنعت، كقوله تعالى يخاطب المعارضين: (بل أنتم قوم عادون).

- كان خالد ابن الوليد يضرب خصمه الضربة الواحدة فتقضى عليه.


تقسيم النعت وحكم كل قسم

ينقسم النعت باعتبار معناه إلى: نعت حقيقي ونعت سببي.

تعريف النعت الحقيقي

النعت الحقيقي هو: ما يدل على معنى في نفس منعوته الأصلي أو فيما هو بمنزلته وحكمه المعنوي.

علامة النعت الحقيقي

علامة النعت الحقيقي أن يشتمل على ضمير مستتر أصالة، أو تحويلا يعود على ذلك المنعوت. 

أمثلة في النعت الحقيقي

يقول بعض الشعراء في وصف نوع من حكم الملوك إنه:

نكــد خالد، وبؤس مقــيم
وشقــاء يجد منه شـــقاء

فكلمة: (خالد) نعت حقيقي، منعوته الأصلي هو (نكد)، وهذا النعت يؤدي معناه في نفس منعوته الأصلي مباشرة، ويشتمل على ضمير مستتر يعود إليه...

وتقول:
- استمعت إلى خطيب فصيح اللسان، عذب البيان، قوي الحجة.

أو
- استمعت إلى خطيب فصيح لسانا، عذب بيانا، قوي حجة.


فكلمة: (فصيح) نعت حقيقي، والمنعوت هو (خطيب) وليس منعوتا أصليا، ولكنه بمنزلة الأصلي وفي حكمه، لأن الجملة كانت في أساسها الأول:
- استمعت إلى خطيب فصيح لسانه.
فالفصيح هو: اللسان، لا الخطيب.
لكن جرى على الجملة تغيير اقتضى أن يترك الضمير البارز مكانه، وينتقل إلى النعت، ويستتر فيه، ويصير مسندا إليه، فاعلا، ويعرب الاسم الظاهر بعد النعت مضافا إليه مجرورا، ويصح أن يعرب تمييزا منصوبا، إن كان نكرة أو منصوبا على التشبيه بالمفعول به إن كان نكرة أو معرفة. وصارت كلمة: (فصيح) -وهي النعت- مشتملة على ضمير مستتر محول إليها من مكان آخر، وبسبب انتقال هذا الضمير إلى مكانه الجديد، صار النعت يدل على معنى في المنعوت بعد أن كان يدل على معنى في شيء آخر له صلت بالمنعوت. فالمنعوت في الحالة الجديدة صار منعوتا بعد تحويل وإسناد جديدين، حين تما اتجه المعنى إليه، مع أنه ليس المقصود في الحقيقة بالنعت. لكن الصلة بين هذا النعت والاسم لظاهر بعده قوية، ومن أجلها كان النعت بمنزلة الاسم الظاهر، وفي حكمه المعنوي، ومثل هذا يقال: في عذب البيان، وقوى الحجة...

حكم النعت الحقيقي

الأغلب في النعت الحقيقي مطابقته للمنعوت وجوبا، في:
  • التذكير والتأنيث
  • التعريف والتنكير
  • الإفراد وفروعه
  • الحركات الإعرابية الثلاث
نحو:
- هذا خطيب فصيح.
- هذان خطيبان فصيحان.
- هؤلاء خطباء فصحاء.
- هذه خطيبة فصيحة.
- هاتان خطيبتان فصيحتان.
- هؤلاء خطيبات فصيحات.
وكذا الباقي.

وبناء على هذا الأغلب لا بد أن يطابق النعت الحقيقي منعوته، في أربعة أمور تجتمع فيه من العشرة السالفة، وأن يكون رافعا ضمير الموصوف، أصالة أو تحويلا بالطريقة التي شرحناها. والله ولي التوفيق.

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم