الفصل والوصل: وصل وفصل المفردات | وصل الجمل | الجامع

الفصل والوصل: وصل وفصل المفردات | وصل الجمل | الجامع


الفصل والوصل: وصل وفصل المفردات | وصل الجمل | الجامع

مفهوم الفصل والوصل:

الفصل والوصل هو العلم بمواضع العطف أو الاستئناف والهدي إلى كيفية إيقاع حروف العطف في مواقعها أو تركها عند عدم الحاجة إليها.


وصل و فصل المفردات:

البحث في وصل وفصل الجمل لا يتضح إلا إذا سبقه الكلام عن وصل وفصل المفردات، وبيان هذا أن عطف مفرد على آخر يستفاد منه مشاركة الثاني للأوّل في إعرابه من رفع ونصب وجر، ولكن الأكثر في الصفات ألّا يعطف بعضها على بعض نحو: جاء سمير العاقل الفاضل الكريم، وسرّ هذا أن الصفة جارية مجرى موصوفها فهي تدل على ذات لها تلك الصفة ومن ثم يمتنع عطفها على موصوفها فلا يجوز قول: جاءني سمير والكريم، على أن الكريم هو سمير لأنه لا يصلح عطف الشيء على نفسه، وجاء قليلا عطف بعضها على بعض باعتبار المعاني الدّالة عليها فنقول: نظرت إلى علي الفاضل والمؤدب والكريم، كأنك قلت: نظرت إلى من اتصف بالفضل والأدب والكرم.
وعلى ذلك جاء قول الشاعر:
إلى الملك القرم وابن الهمام ...
وليث الكتيبة في المزدحم...


وصل الجمل:

وصل الجمل هو عطف بعضها على بعض بالواو أو إحدى أخواتها

فائدة وصل الجمل:
فائدة وصل الجمل تشريك المعطوف والمعطوف عليه في الحكم، ومن حروف العطف ما يفيد العطف فحسب، وهو الواو ولذا قد تخفى الحاجة إليها فلا يدركها إلا من أوتي حظا من الذوق الحسن، ومنها ما بفيد مع التشريك معاني أخرى كالترتيب من غير تراخ في الفاء وهو مع التراخي في ثم و هكذا، ومن أجل ذلك لا يقع اشتباه في استعمال ما عدا الواو ولذا لا يبحث هنا إلا عنها.


الجمل المعطوف بعضها على بعض نوعان:

1- أن يكون للجملة المعطوف عليها موضع من الإعراب:

وحكم هذه حكم المفرد لأنها لا تكون كذلك حتى تكون واقعة موقعه، وحينئذ يكون وجه الحاجة فيها إلى الواو ظاهرا والإشتراك بها في الحكم موجودا.
فإذا قلت: نظرت إلى رجل خلقه حسن وخلقه قبيح، كنت قد أشركت الثانية في حكم الأولى، وهو كونها في موضع جر صفة للنكرة، ونظائر ذلك كثيرة وخطبها يسير.

2- أن لا يكون للجملة المعطوف عليها موضع من الإعراب:

وتحت هذا نوعان:

أ‌- أن تتفق الجملتان خبرا وإنشاء وتكون بينهما مناسبة وجامع يصحح العطف مع عدم المانع.
مثال:
- إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجّار لفي جحيم
- فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا
ويسمى ذلك توسطا بين كلمتين.
ب‌- أن تختلف الجملتان خبرا وإنشاء لكن لو ترك العطف لأوهم خلاف المقصود.
مثال:
- لا وشافاه الله.
جوابا لمن سألك: هل شفي خالد من مرضه؟

الجامع:

لابد من وجود جامع بين الجملتين به تتجاذبان وعليه تعتمدان، وبيان هذا أنه لا يقع العطف موقعه، ولا يحل المحل اللائق به إلا إذا وجد بين الجملة الأولى والثانية جهة جامعة.
مثال: 
- محمد يعطي ويمنع، ويكتب ويشعر.
ويقبح أن تقول: خرجت من داري وما أحسن ما قيل من الشعر، كذا إذ لا صلة بين الثانية والأولى، ولا تعلّق لها بها.

أقسام الجامع:

يكون الجامع إما:
- عقليا.
- وهميا.
- خياليا.

الجامع العقلي:

فالعقلي أن يكون بين الجملتين إمّا:
1- اتحاد في المسند إليه أو في المسند أو في قيد من قيودهما:
مثال:
- خالد الكاتب أديب ومحمد الكاتب فقيه
- خالد يكتب ويشعر

2- وإما تماثل واشتراك فيهما أو في قيد من قيودهما:
ولا يكفي مطلق التماثل، بل التماثل والمراد أن يكون في وصف له نوع اختصاص بالمسند إليه أو المسند أو القيد.
مثال: 
- محمد شاعر وعمرو كاتب
إنما يحسن إذا كان محمد وعمرو أخوين أو نظيرين على الجملة.

3- وإما تضايف بينهما بحيث لا يتعقّل أحدهما إلا بالقياس على الآخر
مثال:
- الأبوة مع البنوة.
- العلو مع السفل.
- الأقل مع الأكثر.

الجامع الوهمي:

الجامع الوهمي أن يكون بين الجملتين إمّا:
1- شبه تماثل كلوني بياض وصفرة
مثال: قول الشاعر:
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها...
شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر...

2- أو تقابل وتضاد بين أمرين وجوديين بينهما غاية الخلاف، ويتعاقبان على محل واحد كالسواد والبياض والإيمان والكفر.
3- أو شبه تضاد كالأرض والسماء بحيث لا يتعاقبان على محل واحد كالتضاد.

الجامع الخيالي:

الجامع الخيالي أمر بسببه يقتضي الخيال اجتماع الأمرين في الفكر لأسباب مختلفة باختلاف المتكلمين كصناعة خاصة، أو عرف عام كالسيف والرمح في خيال الفارس والقلم والمحبرة في خيال الكاتب والسبورة والدرس في خيال التلميذ...

مثال:
قال سبحانه وتعالى: (فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا)

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم