علم المناسبات في القرآن الكريم: تعريف علم المناسبات | أهمية علم المناسبات | مصادر علم المناسبات


علم المناسبات في القرآن الكريم: تعريف علم المناسبات | أهمية علم المناسبات | مصادر علم المناسبات

مكتبة فوائد

أولا: تعريف علم المناسبات:

تعريف علم المناسبات لغة واصطلاحا:

تعريف المناسبة لغة:
المناسبة لغة: المناسبة مأخوذة من النّسبة والنَّسب، بمعنى القرابة والنسيب المناسب، وتتضمن معنى المقاربة والمشاكلة.
تعريف المناسبة اصطلاحا:
وأما في الاصطلاح فيمكن تعريف علم المناسبة بأنّه: علم يبحث في المعاني الرابطة بين الآيات بعضها ببعض، وبين السور بعضها ببعض، حتى تعرف علل ترتيب أجزاء القرآن الكريم.


ثانيا: أهمية علم المناسبات وأقوال العلماء فيه:

علم المناسبات بين سور القرآن الكريم أو بين الآيات في السورة الواحدة من العلوم الدقيقة التي تحتاج إلى فهم دقيق لمقاصد القرآن الكريم، وتذوق لنظم القرآن الكريم وبيانه المعجز، وإلى معايشة جو التنزيل، وكثيرا ما تأتي إلى ذهن المفسر على شاكلة إشراقات فكرية أو روحية.
وقد اعتبر بعض المفسرين أن نسبة هذا العلم من علم التفسير مثل نسبة علم البيان من علم النحو.
وهو علم يجعل أجزاء الكلام بعضها آخذا بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم المتلائم الأجزاء.
ومن هذا المنطلق حاول بعض العلماء البحث عن أوجه المناسبة بين الآيات والسور، من حيث التجاور والتتابع، أو من حيث تسمية أسماء السور، والمناسبة ليست أمرا محددا، ولهذا تحتاج إلى قدرة وبديهة وحسن تأمل.
وأشاد بعض علماء القرآن والتفسير بأهمية التناسب بين الآيات، واعتبروا ذلك علما مستقلا جديرا بالعناية والتأمل وقال القاضي أبو بكر ابن العربي المتوفى سنة 543 هجرية في (سراج المريدين): (ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى يكون كالكلمة الواحدة متسعة المعاني منتظمة المباني، علم عظيم لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة. ثم فتح الله عز وجل لنا فيه، فلما لم نجد له حملة ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه).
وقال الزركشي في البرهان: (وقال بعض مشايخنا المحققين- وسماه السيوطي في الإتقان: الشيخ ولي الدين الملوي: قد وهم من قال: لا يطلب للآي الكريمة مناسبة، لأنّها على حسب الوقائع المتفرقة، وفصل الخطاب أنَّها على حسب الوقائع تنزيلا وعلى حسب الحكمة ترتيبا وتأصيلا، مرتَّبة سوره كلها وآياته بالتوقيف كما أنزله جملة إلى بيت العزة، ومن المعجز البين أسلوبه ونظمه الباهر والذي ينبغي في كل آية أن يبحث أول كل شيء عن كونها تكملة لما قبلها أو مستقلة، ثم المستقلة ما وجه مناسبتها لما قبلها، ففي ذلك علم جم. وهكذا في السور يطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له).
ويقول الرازي: (علم المناسبات علم عظيم أودعت فيه أكثر لطائف القرآن وروائعه، وهو أمر معقول إذا عرض على العقول تلقته بالقبول).

ثالثا: مصادر علم المناسبات:

تتابع اهتمام العلماء بإبراز قضية التناسب والترابط بين آيات الكتاب العزيز وسوره، وكانت حظوظهم في التوفيق إلى ذلك متفاوتة، بحسب فتح الله تعالى على كل منهم. ولكن حسبهم شرف المحاولة، ونية خدمة الكتاب العزيز وإظهار عظمته. ونسوق لذلك أربع نماذج تكتسي أهميتها في كونها تصور لنا التطور الطبيعي لهذا العلم خير تصوير.

1-    الإمام فخر الدين الرازي (543ه - 606ه) في تفسيره (مفاتيح الغيب):

لعل الإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي هو أول المتقدمين الذين نطقوا بالوحدة الموضوعية في سور القرآن الكريم بحيث لم يحتمل كلامه في ذلك إلا الاعتراف والإقرار بوحدة المعنى في السورة، فقد رآى أن سورة فصلت مسوقة لغرض واحد، فقال: (وقد ظهر من كلامنا في تفسير هذه السورة أن المقصود من هذه السورة هو ذكر الأجوبة عن قولهم: (وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون(فصلت:5).
فتارة ينبّه على فساد هذه الطريقة، وتارة يذكر الوعد والوعيد لمن لم يؤمن بهذا القرآن ولمن يعرض عنه، وامتد الكلام إلى هذا الموضع: (ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك)، من أول السورة على الترتيب الحسن، والنّظم الكامل).
ثم ذكر أن قوله تعالى: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) (فصلت:44) متعلق بقولهم: (وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه) (فصلت:5).
ثم قال: وكل من أنصف ولم يتعسف علم أنّا إذا فسرنا هذه الآية على الوجه الذي ذكرناه صارت هذه السورة من أولها إلى آخرها كلاما واحدا منتظما، مسوقا نحو غرض واحد.
وعند تفسيره لقوله تعالى: (إن المتّقين في ظلال وعيون) (المرسلات:41) رجح القول بأن المقصود بالمتقّين، الذين يتَّقُون الشرك بالله، وسبب هذا الترجيح قوله: (أن هذه السورة من أولها إلى آخرها مرتبة في تقريع الكفار على كفرهم وتخويفهم عليه، فهذه الآية يجب أن تكون مذكورة لهذا الغرض، وإلا لتفككت السورة في نظمها وترتيبها).
وهما لفتتان ذكيتان من الإمام الرازي رحمه الله، تُؤكد إدراكه للوحدة الموضوعية في سورة القرآن الكريم، بل هو أول من قرر فكرتها؛ ولو أن جهوده قد توجهت إلى إعطاء هذا الجانب ما يستحق من البحث والدرس لعدل منهج تفسير القرآن، لكنه - كما ترى - كلام ورد أثناء انشغاله بتقرير مسائل فرعية، ولم ينطلق من هذا البعد في تفسير سور القرآن، إن الإمام الرازي لم يطبق هذا المنهج في تفسيره، وقد كان -رحمة الله- يعتني بذكر المناسبات بين آيات السورة الواحدة، ويذكر كيف اتصلت مجموعة من الآيات بمجموعة أخرى في نطاق السورة الواحدة. وهي بذور مثمرة نثرها الرازي في حقل الدراسات التفسيرية للقرآن الكريم؛ وقد يتَوقّع منه أكثر من ذلك في تأصيل الوحدة الموضوعية في السورة، لكن البواعث والدوافع التي قيّد بها نفسه عند إنشاء تفسيره للقرآن الكريم قد صرفته عن تحقيق هذا الهدف، وفي غمرة تلك الأهداف والدوافع والبواعث لم يستطع الرازي أن يستكمل منهج البحث والنظر لتجلية الوحدة الموضوعية في سور القرآن الكريم.


2-    الإمام برهان الدين البقاعي (808ه -885م) في كتابه (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور):

والإمام برهان الدين البقاعي قد خصص تفسيره القيم للبحث في المناسبات بين الآيات والسور كما هو واضح في عنوانه، فكان أول ما يذكره الإمام البقاعي- رحمه الله - في تفسيره لأي سورة سواء أكانت مكية أو مدنية هو مقصودها العام، وغرضها الرئيس، ثم يبدأ بتفسير البسملة في كل سورة على حسب موضوعها، ثم يفسر آياتها بأن يأخذ أجزاء الآية جزءا جزءا ويربط بينها، وبعد أن ينتهي من ذلك يربط الآية كلها بالتي قبلها لتتحد معها، وتتصل بها، وهكذا إلى آخر السورة.
ولما لصلة علم المناسبات بالوحدة الموضوعية في السورة نجد البقاعي قد بيّن أن علم المناسبة له قدر كبير من الأهمية، فقال: (وعلم المناسبات الأهم: علم تعرف منه علل الترتيب. وموضوعه: أجزاء الشيء المطلوب علم مناسبته من حيث الترتيب. وثمرته: الإطلاع على الرتبة التي يستحقها الجزء بسبب ما له بما وراءه وما أمامه من الارتباط والتعلق الذي هو كلمة النسب. وتتوقف الإجادة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها، ويفيد ذلك معرفة جميع جملها، فلذلك كان هذا العلم في غاية النفاسة، وكانت نسبته من علم التفسير نسبة علم البيان من النحو).
ويقرر أن معرفة مناسبات الآيات في جميع القرآن مترتبة على معرفة الغرض أو الأغراض التي سيقت لها السورة.
وحاول أن يتبع خطوات تقرير الوحدة الموضوعية في السورة التي نقلها عن شيخه أبي الفضل محمد المشدالي البجائي المالكي، والتي توضح منهج الوقوف على موضوع السورة، وقد أقام تفسيره في ظل ذلك المنهج، وهو: (الأمر الكلي المفيد لعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن هو أنك تنظر الغرض الذي سيقت له السورة، وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب أو البعد من المطلوب، وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ما يستتبعه من استشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التي تقتضي البلاغة شفاء الغليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها. فهذا هو الأمر الكلي المهيمن على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن، فإذا عقلته تبين لك وجه النظم مفصلا بين كل آية وآية في كل سورة ).
وبين أنّه قد ظهر له باستعمال هذا المنهج أن اسم كل سورة مترجم عن مقصوده؛ لأن اسم كل شيء تظهر المناسبة بينه وبين مسمى عنوانه الدال إجمالا على تفصيل ما فيه.. فمقصود كل سورة هاد إلى تناسبها.
وفي هذا الكلام تأصيل واضح للوحدة الموضوعية في السورة، فهناك غرض سيقت له السورة، أو جملة أغراض متّحدة، وهناك مقصود رئيس أو جملة مقاصد رئيسة تضمنتها السورة. وهذا الكلام فضلا عن ذلك ينبئ عن وعي بالوحدة الموضوعية في سور القرآن الكريم لدى المتقدمين من علمائنا.
وبالجملة، فجهد الإمام البقاعي قد أكد أن الوحدة الموضوعية في السورة ليست بدعا من القول، وأنّها حقيقة ُيسعى لطلبها، ولكن الثغرة في تفسيره من هذه الناحية أنّه لم يربط آيات السورة بموضوعها العام، بل اكتفى بذكر الصلة بين آياتها، فكانت صلات موضعية جزئية متفرقة، وشغلته الأغراض الفنية والبيانية عن تقرير منهج تأصيلي في ذلك، ولو اقترنت هذه الصلات الموضعية بين الآيات بالموضوع الرئيسي للسورة، لكان البرهان البقاعي قد قدم خطوة منهجية متقدمة في التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم، ولكان أبا للتفسير الموضوعي.

3-    العالم الهندي عبد الحميد الفراهي (ت: 1930م) في تفسيره (نظام القرآن):

وتفسيره هذا ليس تفسيرا كاملا للقرآن، بل لبعض السور فقط، وتبلغ بضع عشرة سورة، وجعل له مقدمة سماها دلائل النظام. وبالنظر فيما كتبه من تفسيره نجد محاولة جادة لتأصيل منهج الوصول إلى الوحدة الموضوعية في السورة، وقصد بالنظام كما ذكره هو نفسه: (معرفة روابط الكلام وتركيب أجزائه، وتناسب بعضه، أو هو عمود الكلام وحسن ترتيبه سواء أكان الكلام جملة واحدة أو عدة جمل، فلاب ّد من
الوحدة في نظمه وإلا كان – الكلام – منتشرا).
وقسم الجملة إلى أجزاء تركيبية، وأجزاء إجمالية، فالأجزاء التفصيلية منها: التعليل، والتفريع، والتأصيل، والتفصيل لمجمل، والتمثيل، وإيراد المتشابه، وإيراد المقابل والضد، والتنبيه بالوعد والوعيد، والتحسين والتقبيح. وأما الأجزاء الإجمالية فمنها: العمود والتمهيد والمنهج والخاتمة.
-       وقصد بالعمود: جماع مطالب الخطاب، فإليه مجرى الكلام، وهو المحصول والمقصود منه، فليس من أجزائه الترتيبية، ولكنه يسري فيه كالروح والسر، والكلام شرحه وتفصيله، وإنتاجه وتعليله. وربما يحسن إخفاؤه، فلا يطلع عليه إلا بعد استيفاء الكلام والتدبّر فيه.
-       وقصد بالتمهيد: أكثر ما يحتاج إلى تقديمه في الكلام إذا خوطب به من لعله يصعب عليه، فيقدم بيانه ليمهد لإلقاء ما هو المقصود، وهذا هو الأصل فيه، ولكنه يأتي على أنحاء لا تحصى، ومقادير متفاوتة، ومحاسن غير محصورة، وملاك أمره ذكر كل ما له تأثير في قلب السامع وعقله حتى يصغي ويستمع، ولا تستحسن إطالته، حتى يصير أكثر أو قريبا من المقصود.
-       وقصد بالمنهج: مساق الكلام، وهو إما خطاب إلى النبي، أو إلى المؤمنين، أو إلى المنكرين، أو جامع،  .
وفرق الفراهي - رحمه الله - بين المناسبة والنظام، ورأى أن المناسبة جزء من النظام، فإن التناسب بين الآيات بعضها مع بعض لا يكشف عن كون الكلام شيئا واحدا مستقلا بنفسه، وطالب التناسب ربّما يقنع بمناسبة ما، وربما يغفل عن المناسبة التي ينتظم بها الكلام فيصير شيئا واحدا، وربما يطلب المناسبة بين
الآيات المتجاورة مع عدم اتصالهما؛ فإن الآية التالية ربما تكون متصلة بالتي قبلها على بعد منها.
قال: (وبالجملة فمرادنا من النظام أن تكون السورة كلاما واحدا، ثم تكون ذات مناسبة بالسورة السابقة واللاحقة، أو بالتي قبلها، أو بعدها على بعد ما،...، وعلى هذا الأصل ترى القرآن كله كلاما واحدا، ذا منسابة وترتيب في أجزائه من الأول إلى الآخر).
وبيّن - رحمه الله - سر عدم إدراك المفسرين للنظام، فيقول: المعترفون بوجود التناسب، جعلوا التناسب علما شريفا، ولكن لم يجعلوه جزءا عظيما من مفهوم القرآن؛ ولذلك بقي متروكا لإشكاله. وأما نحن (والكلام للمؤلف دائما) فنقول: إن فهم القرآن محول إليه، والوجوه الكثيرة في التأويل، وعدم الاعتماد على تأويل صحيح إنّما نشأ من عدم المعرفة بالنظام، فإنّه هو المعتمد في صحيح التأويل، ورفع شكوك الحيرة.
وعند النظر في التطبيق العملي لبعض سور القرآن التي فسرها العلامة الفراهي نجد أنه قد سلك المنحى التحليلي الموجز مع حرصه أن يبقى مع عمود السورة التي قرره، ومن ثم لم يقف -رحمه الله– في تفسيره للسورة مع كل آية أو جملة أو كلمة من كلماتها، ولكنه وقف في السورة وقفات حاول أن يوضح من خلالها وحدة الموضوع الذي قرره في مطلع حديثه في بداية السورة، هذا الموضوع قد تقرر سريعا دون الوقوف على مناسبة كل آية لما تقدمها، أو لما لحق بها من آيات، كما كان يفعل البقاعي في تفسيره. لقد سد الفراهي الثغرة التي ظهرت في تفسير البقاعي، على صورة توحي بالتكامل بين هذين الجهدينمن ذينك العالمين الجليلين.

4-    الأستاذ سيد قطب (1324- 1386ه/ 1906- 1966م) في تفسيره (في ظلال القرآن):

الأستاذ الأديب الذواقة سيد قطب - رحمه الله- هو أشهر من تعرضوا إلى بيان المناسبات بين الآيات والسور، ويكشف بأسلوبه العذب تساوق آيات السورة كلها ويرجع آيات السورة كلها إلى معين أساسي واحد تجتمع عليه، وترتد إليه وفي ذلك يقول - رحمه الله-: (يلحظ من يعيش في ظلال القرآن أن لكل سورة من سوره شخصية مميزة، شخصية لها روح يعيش معها القلب كما لو كان يعيش مع روح حي مميز الملامح والسمات والأنفاس، ولها موضوع رئيسي أو عدة موضوعات رئيسية مشدودة إلى محور خاص، ولها جو خاص يظلل موضوعاتها كلها، ويجعل سياقها يتناول هذه الموضوعات من جوانب معينة، تحقق التناسق بينها وفق هذا الجو ولها إيقاع خاص إذا تغير في ثنايا السياق فإنّما يتغير لمناسبة موضوعية خاصة، وهذا طابع عام في سور القرآن جميعا).
وقد طبّق سيد قطب هذه الرؤية الفنية المتكاملة على سور القرآن جميعا: طوالها وقصارها، وذلك فيما قدم لكل منها في مقدمة ممهدة لتفسير آياتها مفردة..
وقد جلى في هذه المقدمات البديعة ملامح كل سورة.
وتتجلى - في الغالب - أقسام الوحدة الموضوعية في السورة عند سيد قطب على الشكل التالي:
- التناسب بين السورة والسورة.
- التناسب بين دروس السورة الواحدة التي تلتقي على تحقيق هدف السورة وغرضها، وتتناغم في إبراز ملامح تلك السورة.
- التناسب بين مقاطع الدرس الواحد كجزيئات تكمل موضوع ذلك الدرس.
- التناسب بين آيات المقطع الواحد كأفراد تلتقي وتكمل بعضها في إبراز شخصية السورة.
- التناسب بين كلمات الآية الواحدة وجملها؛ لتكون لبنة متكاملة من لبنات النص القرآني المعجز الفريد.

ومع هذا، فإن عمل سيد بحاجة إلى مراجعة وإعادة نظر وضبط، من حيث تحديد أغراض السور ومقاصدها العامة، ومن حيث تقسيمها إلى أقسام متعددة تندرج تحت غرضها العام.
إن الإحاطة بالجهود التي بذلها العلماء قديما وحديثا قبل سيد قطب رحمه الله، والاطلاع عليها يؤكد وضوح فكرة الوحدة الموضوعية في السورة عندهم، خاصة تلك الجهود التي قدمها عبد الحميد الفراهي وليس سيد أول من طبّق منهج البحث في سور القرآن على نحو موضوعي، لكن سيدا رحمه الله له فضل وجهد لا ينكر في التطبيق العملي لأكثر سور القرآن.

المتابعة إلى إكمال الدّرس

إرسال تعليق

اترك تعليقا (0)

أحدث أقدم